أرشيف "النهار" - الوحدة الثقافية والمحبة بالعمل

لو كان لي ان اوجز الاسلام بكلمتين لقلت: رحمة وسلام. ولو كان لي ان اوجز المسيحية بكلمة واحدة لقلت: المحبة. ان سور القرآن الكريم، جميعها، متوّجة بتعابير اربعة لست اظن ان الاذن وعت اجمل منها: "بسم الله الرحمن الرحيم". ذات يوم اقبل ابو ذرّ الغفاري، رضي الله عنه، على الرسول (صلعم) وصحبه فبادرهم قائلا: "السلام عليكم". فاجابه النبي (صلعم):"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته". ومنذ ذلك الحين اصبح السلام جزءا لا يتجزأ من تراث الاسلام وتقاليده. اما المحبة فانها لحمة الانجيل وسداه. بل ان المسيح، عيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام، جعل منها معجزة المعجزات. فهو لم يوص تلاميذه بان يحبوا بعضهم بعضا، فحسب، بل مضى الى البعيد، الى المستحيل اذ قال لهم: "احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. صلوا لاجل الذين يضطهدونكم". الرحمة والسلام والمحبة: ما اجملها اقانيم ثلاثة في واحد. هذه الخواطر اوحاها اليّ مقالان نشرتهما صحيفة "النهار" في عددها الصادر في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 1995، احدهما للمطران جورج خضر، بعنوان "الوحدة الثقافية"، والآخر للمطران خليل ابي نادر بعنوان "المحبة بالعمل". انهما خطوتان مباركتان يخطوهما رجلان نذرا نفسيهما لاعلاء كلمة الله واشاعة الخير في الناس. لقد انهار لبنان على ايدي العلمانيين السياسيين المحترفين الموزّعين على كل...