يقولونَ إنّ الشّمس تتجزّأ وتخسر من عظمتِها لتُنيرَ عينًا نُبِذَت، فاستفاقت في القطب حيث احتضنها الجليدُ بملءِ إهابهِ، وبقيت متحجّرةً فضّيّة، ثمّ ما إن رأت البريق الّذي ينازع الصّريم ويخرج من رحمِ الأهوال حتّى صارت فلقة قمرٍ.
ضريرٌ أُلصِقَ إلى عالمٍ ليس منهُ، فوسموه بالهرطقة، تجاذبته الأقطاب اللّاإنسانيّة خادشةً ضميرَه الحيّ. نفوهُ إلى العميان فَلمْ يُرحَم، وظنّ ألّا وُجودَ لهم! ما مبتداهُ وقد غابَ خبرهُ فنُبِذَ إلى الموتِ أبكم.
إثنانِ منهُ تحابّا وافترَقا عند منعطفِ المادّة، فماتَ أحدهما وعاشَ الآخر زنيمًا.