الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

حذار من الديماغوجية في موضوع المدارس الدينية

جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
حذار من الديماغوجية في موضوع المدارس الدينية
حذار من الديماغوجية في موضوع المدارس الدينية
A+ A-
بعد مأساة إحراق اللبناني جورج زريق نفْسه كتبتُ على صفحتَيَّ على الفايسبوك والتويتر: "جورج زريق مات لأجل تعليم ولدَيْهِ وليس لأجل لقمة العيش. قيمة التعليم عند اللبنانيين هائلة".ربما يحتمل هذا الفصل، الذي لا ينفصل، قدرا عاليا من الرمزية لأن مشاكل كلفة التعليم هي جزء لا يتجزأ من مشاكل العيش. لكنْ فعلا قيمةُ التعليم عند جميع اللبنانيين مميّزة على أكثر من مستوى. وأستطيع أن أن أقول "جميع" دون أن أتهم نفسي بالمبالغة بما هي قيمة اجتماعية مكرّسة ومثْبَتة. لا أعني أنها تختلف عن بقية شعوب العالم، ففي المنطقة شعب مشرد وفقير كالشعب الفلسطيني في الدياسبورا أظهر اندفاعا استثنائياً في تعليم أبنائه وبناته في أسوأ الظروف التي عاشهاويعيشها، غير أن التكوين الاجتماعي واتساع الطبقة الوسطى التاريخي في لبنان (عكس كل الكلام الفارغ عن "زوالها") جعلا التعليم بمتناول فئات واسعة عند المسيحيين وسكان المدن المسلمين ثم لاحقا عند بقيةالمناطق، بالنسبة للأرياف الطرفية، خصوصا انطلاقا من العهد الشهابي.على هذه الخارطة الطائفية اللبنانية احتلت المدارس التابعة للكنائس موقعا خاصا في المجتمع اللبناني، المسيحي قبل تأسيس الكيان وتدريجيا بعض المسلم بعد نشوء الدولة اللبنانية. إنها، مدارس أولا منتشرة تقليديا في القرى وليس المدن فقط، أقصى القرى وفي بعض الحواضر ذات الأغلبية المسلمة وتُقدم نوعية في التعليم لاسيما في اللغة الفرنسية وتاليا الإنكليزية سمحت بنشوء ظاهرة لبنانية جمعت بين ديموقراطية التعليم ونوعية التعليم (ما قبل الجامعي). لم يكن هناك شبيه لها سوى بشكل محدود في البيئات المسلمة لولا مؤسسات مثل بعض مدارس المقاصد وبعض الكليات الخاصة في المناطق، تطوّرت الآن إلى ما هو نسبيا أوسع عند الشيعة و السنة وطبعا الدروز...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم