الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

موعد مع سيدة ملهى "لا فولي بيرجير"

المصدر: "النهار"
باريس- أوراس زيباوي
موعد مع سيدة ملهى "لا فولي بيرجير"
موعد مع سيدة ملهى "لا فولي بيرجير"
A+ A-

صارت "مؤسسة لوي فويتون" للفنون الحديثة والمعاصرة، منذ انطلاقتها عام 2014، معلماً من معالم باريس. فقد حققت معارضها الموقتة نجاحاً جماهيرياً كبيراً فنافست بذلك أعرق المتاحف الفرنسية الوطنية ومنها متحف اللوفر ومتحف أورسي ومركز جورج بومبيدو الثقافي. معرضها الاستثنائي، الذي افتتح أخيراً، يحمل عنوان "مجموعة كورتو" La Collection Courtauld لصاحبها الصناعي الانكليزي صمويل كورتو (1947-1876) الذي تمكن مع زوجته إليزابيت خلال السنوات الممتدة من 1923 إلى 1929 من تكوين مجموعة فنية نادرة من أعمال كبار فناني القرن التاسع عشر، محفوظة في "معهد كورتو غاليري" للفن في مدينة لندن.

كانت هذه المجموعة قد عرضت للمرة الأولى في باريس عام 1955 وها هي تغادر العاصمة البريطانية اليوم، لتعرض في عاصمة النور داخل الصرح الذي شيّده المعماري الأميركي العالمي فرانك غيري.

تشهد اللوحات المعروضة وعددها يتجاوز المئة، بالإضافة الى الأعمال المائية للفنان البريطاني وليم تورنر، لمدى انبهار صمويل كورتو بالفنانين الفرنسيين وغير الفرنسيين الذين داروا في فلك المدرسة الانطباعية، وأشهرهم مانيه ومونيه وسيزان ورونوار وفان غوغ وتولوز لوتريك وغوغان.

بعض الاعمال المعروضة صارت من أيقونات الفن وهي تطالعنا في جميع الكتب المخصصة لفنون النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ومنها لوحة بعنوان "سيدة في ملهى الفولي بيرجير" لإدوار مانيه، ولوحة "لاعبو الورق" للفنان بول سيزان، ولوحة "محطة قطار سان لازار" لكلود مونيه.

لقد أرّخت هذه الأعمال لقيم جمالية واجتماعية جديدة وعبّرت عن تحرر الفنانين من القيم التقليدية والمواضيع الكلاسيكية المستوحاة من الكتب الدينية والتاريخ، وعن انحيازهم الى تصوير الطبيعة وتحولاتها ومشاهد الحياة الحميمة بأسلوب فني متين وتقنيات متنوعة.



على هامش هذا المعرض أكدت المديرة الفنية لمؤسسة "لوي فويتون"، سوزان باجي، الأهمية النادرة لهذه المجموعة المعروضة وما تمثله في التاريخ الفني الذي أسّس للحداثة، كما أشارت الى النظرة الرائية للصناعي صمويل كورتو الذي وعى الطابع الاستثنائي لهذه الأعمال، المعروفة اليوم بدورها الريادي.

المعرض هو مناسبة لإعادة اكتشاف تلك المرحلة من تاريخ الفن، مما يفسح لزواره، رؤية أعمال معروفة على المستوى العالمي لكنها تبدو هنا كأن الستارة أزيحت عنها من جديد.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم