الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مع كل جديد دائما

المصدر: النهار
مصعب الشيخ علي
مع كل جديد دائما
مع كل جديد دائما
A+ A-

صرت أشعر بالتوجّس والتخوّف من التداعيات

كلما أصرّ عليّ ودعاني الفنان سامر اسماعيل

إلى سهرة ما، يتخللها الشراب،

في منزله أو مرسمه العتيق في مدينة مصياف،

فمنذ آخر مرة قضينا ليلتها سوياً مع عازف القانون وافي قهوجي،

وكان قد أحضر لنا "عرق السعادة"،

وذهبنا إلى منازلنا ونحن نهذي في الشوارع،

وخرجت في صباح اليوم التالي إلى عملي من دون أن أنتعل الحذاء،

أصبحت أعلم أن خلف دعواته هذه اكتشافاً لصنف جديد من الشراب

يريد أن يجرّبه بصحبة أحد ما،

وهو الذي يعلم أنني لا أمانع من تجربة أي شيء جديد

ولو كان معاناة!

وهو يغافلني حين تبدأ السهرة،

وأنا أسترسل وأحدثه عن أيام بيروت

وعن المسرح والفن والليالي الصاخبة والأصدقاء،

عامر ورده ومسرحه الجوّال،

والشاعر زاهر مروّة وديوانه الشعري الجديد، والمدن التي لا تنام،

ومعرض بيروت الدولي للكتاب،

وحفلات الكونسرتفوار اللبناني وكنيسة مونو،

وسهرات الجميزة والحمراء،

والتسكع لآخر الليل، والغناء على الأرصفة،

ومجموعة أخبار ونشاطات ثقافية،

والمهازل الشعرية والأدبية،

وأنا أذكر له قول الماغوط في مسرحية "المهرّج"

"لقد طرقو باب الفن حتى خلعوه"،

وهو يملأ لي الكأس فور أن تفرغ

حتى أتنبّه أن زوجته وأبناءه

قد انسحبو من الجلسة واحداً تلو الآخر وخلدوا إلى النوم،

وبقينا وحيدين،

حينها يبدأ بافتتاح النقاشات السياسية والدينية والفكرية والفنية التي لا تنتهي،

حتى ينتهي بي المطاف وأنا أتسنّد جدران الشوارع المفضية إلى منزلي

كي أمنع نفسي من السقوط على الأرض الموحلة في الشتاء.

والآن، وأنا أكتب هذه الكلمات على إثر مخلّفات "عرق الفرسان" الذي كنت أشربه وإياه،

أعلم أنها ليست قصيدةً ولا نصّاً أدبياً ذا قيمة تذكر،

بل هي مجرّد مدوّنة للذكرى بين الأصدقاء.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم