اشترِك في نشرتنا الإخبارية
الكبد هو من أهم الأعضاء في جسم الانسان ويعمل ليلاً نهاراً لهضم الطعام، ومحاربة الميكروبات وتخلص الجسم من المواد السامة. حالات طبية كثيرة وعادات سيئة تتسبب بضرر في الكبد، علماً اننا نستطيع إبطاءها او إيقافها او الحدّ منها.
أسباب عديدة مسؤولة عن تضرر الكبد وتطور المرض الى مراحل متقدمة، تبدأ بالتضخم والتليّف الذي يمكن علاجه، مروراً بتشمّع الكبد الذي يمنعه من القيام بوظيفته، وصولاً الى المرحلة الأخيرة التي تتمثل بفشل الكبد التي تتهدد حياة المريض.
الأعراض
يصعب بداية تشخيص المرض او المعرفة به بسبب غياب اي عارض او علامة صحية، لكن مع تطور المرض تظهر على المريض بعض الأعراض كاصفرار الجلد وألم في الخاصرة وفقدان الشهية أو ألم في المعدة، بالإضافة الى تضخم او تورم في القدمين والخاصرة.
يتوجب علينا أن نعرف أن غالبية أمراض الكبد تعتبر أمراضاً مزمنة تختلف بحديتها ومراحلها حسب أعراضها وتطور المرض. لذلك على المريض استشارة الطبيب عند ظهور اي من الأعراض المذكورة سابقاً، فكلما كان التشخيص مبكراً كلما نجحنا في انقاذ الكبد ومعالجته.
أسباب تضرر الكبد
لا يُخفى على أحد ان بعض مشاكل الكبد تكون ناجمة عن أمراض وحالات صحية والبعض الآخر مرتبط بطريقة الحياة التي يمكن تغييرها مثل تعاطي الكحول او عدم القيام بالرياضة.
البدانة
تؤثر البدانة على الكبد، إذ يساعد الوزن الزائد في تكوّن الدهون على الكبد non-alcoholic fatty liver disease وغالباً لا تكون مؤذبة ولكن تكمن خطورتها في تحوّلها الى تشمّع في الكبد.
الكحول
تناول الكحول بكميات كبيرة ولمدة طويلة يجهد الكبد بسبب جهوده في تنقية وفلترة الكحول من الدم التي تنتج عنها مواد كيماوية سامة تضر الكبد. وهناك 3 مراحل يمر بها الكبد:
*المرحلة الأولى- الكبد الدهني الكحولي alcoholic fatty liver : تتكدس الدهون في الكبد
* المرحلة الثانية - التهاب الكبد الكحولي alcoholic hepatitis: الاستمرار في شرب الكحول.
* تشمع الكبد الذي يؤدي في النهاية الى فشله.
الأدوية والكيماويات
قد تؤدي بعض المكملات والأدوية الى ضرر حاد في الكبد ومنها بعض المضادات الحيوية، ومضادات الالتهاب كالايبوبروفين والنابروكسن، وكذلك الاسيتامينوفان خاصة اذا أخذت بكميات كبيرة او مع الكحول. كما ان تعاطي الهيروين والكوكايين أيضاً يضر بالكبد وبعض المواد الكيماوية الموجودة في التنظيف الناشف وبعض المعامل.
الالتهابات
التهاب الكبد hepatitis A,B,C وغيرها من الفيروسات قد تُسبب ضرراً حاداً او مزمناً في الكبد. ويرتفع احتمال الإصابة بإلتهاب (B,C) من خلال العلاقة الجنسية غير المحمية او العلاقة الجنسبة المتعددة أو عبر نقل الدم الملوث او استعمال نفس الإبرة لحقن المخدرات. في حين ينتقل التهاب الكبد من نوع أ hepatitis A عبر الطعام او الماء الملوث.
أمراض أخرى
أحياناً تُسبب المناعة الذاتية ضرراً في الكبد بالإضافة الى بعض المشاكل في المرارة نتيجة تكون الحصى فيها اذا لم تعالج في الوقت المناسب. كما يؤثر سرطان الكبد على اختلاف أنواعه بزيادة الوضع تعقيداً، لاسيما إذا كان المريض يعاني من مشاكل في الكبد سابقاً. دون أن ننسى أيضاً المشاكل الوراثية وأبرزها عدم قدرة الجسم على إنتاج بروتين لحماية الكبد Alpha-1antitrypsin deficiency أو إنتاج كميات كبيرة من الحديد في الكبد. Hemochromatosis أو انتاج كميات كبيرة من النحاس Wilson disease.
كيف يتمّ التشخيص؟
يتم التشخيص من قبل الطبيب بعد الفحص السريري والقيام بتحاليل الدم المناسبة والصور الصوتية والطبقية وكذلك الرنين المغناطسي، وإذا احتاج الأمر يمكن أخذ خزعة من الكبد .
العلاج
في المراحل الأولى يمكن العلاج باتباع نمط حياة صحي والعادات المسؤولة عن مشاكل الكبد. يلجأ الأطباء إلى العلاج الدوائي المناسب لكل حالة، وقد يصل الأمر أحياناً إلى الجراحة.
* اتباع نمط الحياة الصحي: يكمن بالابتعاد عن الكحول والمخدرات بالإضافة الى أهمية قراءة التوجيهات على الأدوية خاصة التي يجري شراؤها من دون وصفة طبية والآثار الجانبية لهذه الأدوية.
*البدانة: محاولات تخفيف الوزن والقيام بالرياضة والأكل المتوازن من خلال الاكثار من تناول الحبوب والخضار والفواكه واللحوم الخالية من الدهون والابتعاد عن المقالي والملح بكميات كبيرة.
وتجدر الإشارة إلى أنه عند توقف الكبد يكون العلاج في زراعة كبد جديد كامل أو جزئي حسب حالة المريض ومن إيجابيات الكبد انه يعاود النمو في حال تمّ استئصال قسم منه.
اهتم بصحتك
كما هو معروف "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، لذا يجب أن نهتم بصحتنا ونقوم بفحوصات دورية عند طبيب الصحة والاهتمام بمعالجة الأمراض المزمنة كارتفاع الضغط والسكري التي قد تؤثر بشكل غير مباشر على الكبد ، ولا تنس ان تستشير طبيبك بالنسبة الى اللقاحات لحماية كبدك.
