السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

عرائس "داعش"... بين الندم واستجداء العودة

عرائس "داعش"... بين الندم واستجداء العودة
عرائس "داعش"... بين الندم واستجداء العودة
A+ A-

أورد موقع "ذا إنسايدر" أن نساء من أميركا وكندا وبريطانيا وفرنسا كن قد هربن من بلدانهن وانضممن الى تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في سوريا، طلبن المغفرة والسماح لهن بالعودة الى منازلهن.

كان العديد من النساء الغربيات قد هربن الى سوريا على أمل أن يصرن "عرائس تنظيم الدولة الاسلامية"، بالزواج من مقاتلي التنظيم من أجل إنشاء جيل جديد من الأطفال في حمى المقاتلين.

وأفادت الكاتبة كيلي ماكلوغلين في موقع "ذا إنسايدر"، أن عرائس "داعش" يستجدين حالياً الى العودة إلى أوطانهن، حيث أكدن أنهن يرغبن في العيش في بيئة آمنة. وطلبت سيدتان إحداهما من ولاية ألاباما الأميركية والأخرى من ولاية ألبرتا بكندا، العودة الى منزليهما بعدما طلبت شابة بريطانية تدعى شميمة بيغوم (19 سنة) السماح لها بالعودة إلى لندن قبل أن ترزق مولوداً ذكراً الأسبوع الماضي.

وكانت بيغوم قد فرت من التنظيم قبل بضعة أسابيع بعد أربع سنوات من مغادرتها لندن مع ثلاث من رفيقاتها في الدراسة.

ورأت هدى المثنى من أميركا أن تفعل ما فعلت بيغوم على أمل السماح لها بالعودة، كما تحدثت سيدة كندية تُدعى إيمي إلى شبكة "سي تي في" الكندية للتلفزيون عن التحاقها بالتنظيم ومغادرتها كندا مع زوجها، وعن رغبتها الشديدة في العودة الى منزلها في ألبرتا.

وغادرت هدى المثنى أميركا حين كان عمرها 19 سنة في تشرين الثاني 2014، ووفقا لتقرير صادر عن موقع "بزفيد" في 2015، تجلت أولى علامات "التطرف" لديها استخدامها شبكة الإنترنت، اذ تمكنت من الوصول إلى محاضرات تعكس "رؤية محافظة". ووجهت نداءات عنيفة عبر حسابها الشهير على "تويتر"، وكتبت في إحدى تغريداتها: "انطلق وقُد الشاحنة الصغيرة، أرق دماءهم أو استأجر شاحنة كبيرة وأطلقها في أرجاء المكان. المحاربون القدامى الوطنيون النصب التذكاري.. اقتلوهم جميعاً".

تزوجت ثلاث مرات

وتزوجت هدى أول الامر من مقاتل أوسترالي يُدعى سوهان رحمن، ثم تزوجت لاحقاً من مقاتل تونسي وأنجبت منه مولوداً قبل أن يلقى حتفه في مدينة الموصل العراقية. وفي 2018، تزوجت عروس "داعش" مجددا من مقاتل سوري الجنسية. وقد قبض عليها المقاتلون الأكراد في كانون الثاني الماضي وهي تعيش حاليا في مخيم الهول للاجئين في سوريا. وأبدت هدى رغبتها في العودة الى أميركا، قائلة إنها تعرضت لغسل دماغ وإنها تشعر الآن بالندم على أفعالها.

أما إيمي الكندية (34 سنة) فقد فرت مع زوجها المؤيد لـ"داعش" والذي قتل فور وصوله إلى سوريا. وأبدت ، هي أيضا، رغبتها في العودة الى كندا، موضحة أنها اعتنقت الدين الإسلامي عقب زواجها من زوجها المسلم بكندا لينتقلا لاحقا مع طفليهما الى سوريا، بعدما شرع زوجها في "التعمق أكثر في الدين الإسلامي". وبعد مقتل زوجها، تزوجت إيمي من مقاتل آخر بوسني الجنسية قُتل هو أيضا بعد مرور ثلاثة أشهر على زواجهما.

مستقبل الأبناء

وتقيم إيمي الحامل حالياً في مخيم الهول وترغب في العودة الى كندا ليتسنى لأبنائها تلقي "التعليم المناسب". وقالت إنها لم ترتكب أي جرم يدينها، ولم تلحق الضرر بأي شخص طوال الفترة التي أمضتها مع التنظيم. كذلك تحاول سيدتان فرنسيتان في العقد الثالث، لم ترغبا في كشف هويتيهما، العودة الى فرنسا. وقد قبضت "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) في سوريا القبض عليهما. وهما تعيشان حالياً في مخيم الهول للاجئين. وفي هذه الأثناء، يبدو أن السلطات الفرنسية مترددة في الموافقة على طلبيهما.

وقالت احداهما إنها لم تكن تتفق مع الأفكار التي يتبناها أفراد التنظيم، إلا أنها لم تكن قادرة على القيام بأي شيء إزاء ذلك. أما الأخرى، فقد دفعت 50 دولاراً لمهرّب مقابل فرارها مع ولديْها من التنظيم، مشيرة الى أن النساء هناك يتعرضن للتهديد بالقتل والاغتصاب اذا فكرن في الخيانة. ومع ذلك، أكدت المرأتان أنهما كانتا تعيشان حياة هادئة في ظل التنظيم وأن زوجيهما كانا يتوليان وظائف مدنية.

وقالت احداهما، وهي الصغرى، إنها اذا تمكنت من العودة الى بلادها، ترغب في السماح لها بتطبيق تعاليم الإسلام بحرية والبقاء مع أطفالها. وقالت الأخرى إنها بمجرّد عودتهما الى فرنسا، ستنتزع السلطات أطفالهما وتسلمهم الى أسر بديلة، كما سيفصلونهم بعضهم عن البعض ويربون على قيم تتعارض مع التعاليم الدينية التي ترغبان في تلقينهم اياها. وشدّدت السيدتان على رغبتهما في الخضوع لمحاكمة عادلة.

نادمة بشدة

وأعربت كيمبرلي جوين بولمان (46 سنة) وهي أم لثلاثة أطفال تحمل جنسية مزدوجة "أميركية وكندية"، عن ندمها الشديد لانضمامها الى صفوف "داعش" وقالت إنها اعتنقت الدين الإسلامي بعدما تخلت عن الديانة التي نشأت عليها منذ نعومة أظفارها، وأمضت ساعات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي للاطلاع أكثر على الوضع في سوريا. وفي 2015، تواصلت مع رجل سوري وأخبرها أن مهاراتها في التمريض ستكون مفيدة لدولة "الخلافة" المتنامية.

وخلال ذلك الصيف، أوهمت بولمان شقيقتها بأنها ستسافر في رحلة إلى النمسا، لكنها أخبرت عائلتها لاحقا أنها انضمت الى تنظيم "الدولة". وتزوجت بولمان في ما بعد الرجل السوري الذي كانت تتواصل معه عبر الإنترنت، واستخدمت جواز سفرها الأميركي للسفر من فانكوفر إلى إسطنبول حيث هرّبت الى سوريا. وأضافت أنها لم تكن مهتمة بالجرائم التي ارتكبها تنظيم "الدولة"، ناهيك بأنها لم تكن قادرة على تمييز حقيقة ما كان يجري فعلا على أرض الواقع.

وبعد سنة من التحاقها بصفوف التنظيم، حاولت بولمان الفرار، لكنها فشلت، وسُجنت في زنزانة بمدينة الرقة، حيث ادعت أنها تعرضت للاغتصاب والاستجواب المتكرر على أيدي مقاتلي التنظيم. وبمجرد خروجها من السجن، التقت بولمان هدى المثنى واتفقتا على الفرار الشهر الماضي. ونجحتا في الفرار وهما تعيشان حالياً في مخيم الهول.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم