الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مدنيّون محاصرون في آخر جيب لـ"داعش" شرق سوريا: "الشاحنات رجعت فارغة"

المصدر: "أ ف ب"
مدنيّون محاصرون في آخر جيب لـ"داعش" شرق سوريا: "الشاحنات رجعت فارغة"
مدنيّون محاصرون في آخر جيب لـ"داعش" شرق سوريا: "الشاحنات رجعت فارغة"
A+ A-

لا يزال عدد كبير من #المدنيين محاصرا اليوم في البقعة الأخيرة تحت سيطرة تنظيم "#الدولة_الإسلامية" شرق #سوريا، في حين تسعى قوات سوريا الديموقراطية الى اجلائهم، تمهيداً لحسم معركتها ضد الجهاديين، واعلان انتهاء "خلافة" أثارت الرعب طيلة سنوات.

وخرج الأربعاء مئات الأشخاص من البقعة المحاصرة في بلدة #الباغوز، بمواكبة قوات سوريا الديموقراطية التي أفادت أن "مجموعات كبيرة" من المدنيين لا تزال محاصرة مع مقاتلي التنظيم، في مساحة تقدّر بنصف كيلومتر مربع قرب الحدود العراقية.

وشاهدت مراسلة وكالة "فرانس برس" قرب الباغوز ظهر اليوم أكثر من خمسين شاحنة لدى خروجها من البلدة خالية.

وقال مصدر ميداني من قوات سوريا الديموقراطية لـ"فرانس برس": "كان يفترض أن تقلّ تلك الشاحنات دفعة جديدة من المدنيين. إلا أنها عادت أدراجها فارغة، حتى قبل أن تدخل البلدة. ولا نعرف الأسباب".

وينصب اهتمام قوات سوريا الديمقراطية حالياً على عمليات إجلاء المدنيين. ويسيطر التنظيم على عدد من المنازل والأراضي الزراعية في الباغوز، حيث يتحصن مقاتلوه في أنفاق وأقبية.

وخرج مئات الأشخاص من رجال ونساء وأطفال الأربعاء من الباغوز. وشاهدت مراسلة "فرانس برس" الأربعاء في الشاحنات رجالاً يخفي بعضهم وجهه بكوفيات، ويحتفظ أحدهم بعكاز، إضافة إلى نساء يرتدين النقاب، وأطفال من مختلف الأعمار، بينهم فتيات صغيرات محجبات.

وأوضح شون راين، المتحدث باسم التحالف الدولي الذي يدعم هجوم قوات سوريا الديموقراطية لوكالة "فرانس برس" اليوم، أن "قوات التحالف، بما في ذلك الولايات المتحدة، تواصل دعم قوات سوريا الديموقراطية، بينما تتفاوض لاطلاق مدنيين أبرياء وعودة مقاتليها" من الأسرى لدى التنظيم.

من جهتها، نفت قوات سوريا الديموقراطية وجود أي مفاوضات مباشرة أو عبر وسطاء مع التنظيم. وقال المتحدث باسم حملة قوات سوريا الديموقراطية في دير الزور عدنان عفرين لـ"فرانس برس" اليوم: "حتى الآن لم تحصل أي مفاوضات (...) ونحن كقوات سوريا الديموقراطية لم نفتح بعد ملف التفاوض مع داعش أو أي جهة أخرى".

وأضاف: "ليس لدى داعش أوراق يفاوض عليها، وليس أمامه إلا الاستسلام فقط"، موضحاً أنه في حال حصول مفاوضات، فستكون على أن "يستسلم مقاتلو داعش من دون أي شروط، مقابل خروج المدنيين".

ووفقا لعفرين، بات التنظيم محاصراً "في جيب صغير، وليست لديه القوة الكبيرة ليتصدى لهجمات قوات سوريا الديموقراطية"، مجدداً الإشارة إلى أن "وجود المدنيين هو ما يعرقل عملية التقدم".

ودفعت العمليات العسكرية نحو أربعين ألف شخص الى النزوح تدريجياً من البلدات والقرى التي كانت تحت سيطرة التنظيم في ريف دير الزور الشرقي، غالبيتهم من عائلات الجهاديين من جنسيات عدة، وفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان، وبينهم نحو أربعة آلاف مقاتل تم توقيفهم إثر خروجهم.

من جهة أخرى، أعلنت مصادر أمنية عراقية لـ"فرانس برس" أن القوات العراقية تسلمت اليوم 130 مقاتلا عراقيا من تنظيم "الدولة الإسلامية" اعتقلتهم قوات سوريا الديموقراطية على الأراضي السورية.

وبينما نفت قوات سوريا الديموقراطية، التحالف العربي الكردي المدعوم من الولايات المتحدة، العملية، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هؤلاء نقلوا "في شاحنات التحالف الدولي، ومن ثم جرى تسليمهم الى الجيش العراقي".

وقال بول برادلي، أحد المتطوعين في منظمة "فري بورما راينجرز"، وهي منظمة إغاثة أميركية غير حكومية، لـ"فرانس برس" الأربعاء قرب بلدة الباغوز، إن عشرات خرجوا الثلثاء في شكل منفرد من الجيب المحاصر، بينهم عائلة فرنسية، وأخرى مصرية.

ونقل عنهم إن "الوضع الغذائي كان صعباً للغاية"، موضحا أنه رأى معهم "خبزاً مصنوعاً من القمح المطحون مع الماء محترق من جانبيه، سعر الكيلو الواحد منه 15 دولاراً، بينما وصل ثمن كيلو السكر في الداخل إلى 60 دولاراً".

وتنقل قوات سوريا الديموقراطية الخارجين من جيب التنظيم الى نقطة فرز قرب الباغوز، يتم فيها جمع معلومات شخصية والتدقيق في هويات الواصلين، قبل أن يُنقل المشتبه في انتمائهم الى التنظيم إلى مراكز تحقيق، بينما تقل شاحنات النساء والأطفال من عائلاتهم إلى مخيمات في شمال شرق البلاد.

وتأوي ثلاثة مخيمات مخصصة للنازحين في شمال شرق سوريا، أبرزها مخيم الهول، أكثر من 2500 طفل أجنبي من ثلاثين بلداً، 1100 منهم وصلوا منذ كانون الثاني من الجيب الاخير للتنظيم، على ما أعلنت منظمة "سايف ذي تشيلدرن" في تقرير اليوم. 

وقالت إن 38 طفلاً منهم ليس معهم أحد من أفراد عائلاتهم. وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ "الاجراءات الضرورية لضمان أمنهم"، مؤكدة أن الأطفال "معرضون لخطر الموت".

ولا تزيد أعمار بعض الأطفال في المخيمات عن أيام أو أسابيع، وفقا للمنظمة. وقالت مديرة مكتب استجابة سوريا في المنظمة سونيا كوش: "على جميع الدول التي لديها مواطنون عالقون في سوريا، تحمّل مسؤولية مواطنيها".

ويشكل ملف الجهاديين الأجانب وعائلاتهم عبئاً على الإدارة الذاتية الكردية التي تطالب بلدانهم باستعادتهم ومحاكمة عناصر التنظيم على أراضيها.

ورغم الدعوات من الأكراد والولايات المتحدة، تتردد غالبية الدول الغربية، لا سيما الأوروبية منها، في استعادة مواطنيها من سوريا.

وطلب اخيرا الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الدول الأوروبية استعادة 800 جهادي معتقلين في سوريا، لكن واشنطن رفضت الأربعاء عودة شابة أميركية من سوريا.

ورغم أن التنظيم يوشك على خسارة آخر جيوبه في شرق سوريا، إلا أنه لا يزال ينتشر في البادية السورية. وتنفذ "خلايا نائمة" تابعة له هجمات دامية في المناطق التي تم طرده منها.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه عام 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص، وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية، وتسبب بنزوح أو تشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم