الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كيف تستعد صيدنايا لعيد الميلاد؟

المصدر: - "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
A+ A-

من يزور بلدة صيدنايا السورية ويمشي في شوارعها لا يشعر بان عيد الميلاد على الابواب، لكن عند الحديث الى عدد من اهلها، فهم يظهرون الايمان الكبير والاصرار على مواصلة الحياة وعدم خوف والاتكال على "الشاغورة" اي "السيدة المشهورة" التي تحميهم. وذلك رغم وقوع البلدة على خط تماس مع معركة القلمون التي تشهد منازلة كبرى بين قوات النظام والمعارضة. عند تلة دير الشيروبين الاستراتيجية، يقف "شباب البلد" الذين لا يغمض لهم جفن خلال ساعات النهار والليل، يرصدون اي محاولة اختراق لحدود البلدة التي تخلو شوارعها من الزينة لكن تعج بحركة اهلها بخلاف مصير بلدة معلولا الذي يؤرق قاطني صيدنايا.


تحدثنا الى احدى الشخصيات الكنسية البارزة في البلدة، فاشارت الى ان "الاهالي سيحتفلون بقداس عيد الميلاد كما جرت العادة، لكن ليس في منتصف الليل، انما في ساعة مبكرة بسبب الوضع الامني". وتتواصل التحضيرات من تراتيل وخدمة العيد وتحضير مآكل الضيافة في مناسبة ولادة طفل المغارة. 
يُقدر عدد سكان البلدة بنحو 15000 نسمة يُضاف اليهم اللاجئون من مناطق شهدت توترات امنية بين النظام والمعارضة كبلدة معلولا.
ويقول احد سكان البلدة ان "الوضع المعيشي جيد والاهالي يستطيعون تأمين الطعام والمواد الاولية من خارج البلدة". وتحول ميتم "سيدة صيدنايا" الذي يهتم بالايتام الى مأوى للعائلات المهجرة من معلولا وحمص وداريا ومناطق اخرى. ويقوم فاعلو الخير بتأمين حاجات الميتم.
ويأمل سكان البلدة الا تسوء الاوضاع اكثر، ويتحدثون عن انقطاع الكهرباء عن المدينة.


امن البلدة


رغم "الحماية الالهية" التي يتحصن بها اهالي صيدنايا في مواجهة الازمة التي يمرون بها، هناك قوة من الرجال يتولون حماية البلدة ولا يغمض لهم جفن على مدار ساعات النهار والليل لتأمين الامن والسلام لاهلها. تسميات عدة اطلقتها وسائل الاعلام على هذه القوة، فالبعض اسماها "اللجان شعبية"، والبعض الاخر "المقاومة المسيحية" ..الى غيرها من التسميات، الا ان التسمية الدارجة للمدافعين عن البلدة على لسان اهلها هي "شباب البلد".
ويقول مصدر كنسي ان "دور الشباب اساسي في حماية البلدة من الاعتداءات الخارجية". وفي رد على سؤال في شأن تسليح هذه القوة، اشار الى ان "الشباب لديهم السلاح المناسب لحماية المدينة وافضله ايمانهم بالله وبالدفاع عن ارضهم". 


ويقول شاب من القوة التي تتولى مهمة الامن في البلدة ان "هناك برنامجا يوميا منظما لدوريات الامن والجميع يعلم الساعات التي يجب ان يقوم بمهمة الحماية والمكان الذي يجب ان يكون فيه ومن سيكون معه في هذا الوقت". 


ويذكر احد السكان ان مسلحي المعارضة يحاولون منذ اشهر الدخول الى البلدة عبر تلة دير الشيروبين التي تشرف على طريق دمشق، ويقوم افراد اللجان الشعبية بمهمة تأمين البلدة.


ويرفض من تحدثنا اليهم في البلدة الاتهامات الموجهة لهم بأنهم يناصرون نظام بشار الاسد، فـ"واقع الامر اننا نريد حماية ارضنا واهلهنا ومنع تهجيرهم"، كما يقول احد السكان. ويلفت ان اغلب السكان يمتنعون عن التصريح باسمائهم لدى التحدث الى وسائل الاعلام، ما يشير الى اجواء عدم الثقة بالوضع والامان المفقود والخوف من المجهول. 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم