الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

موقف ترامب من مادورو... افتتاحٌ لمعركته الرئاسيّة؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
A+ A-

التركيز على الاشتراكيّة

انطلق الرئيس الأميركيّ في إحدى نقاط مقاربته للأزمة الفنزويليّة من مناهضته للنظام الاشتراكيّ القائم فيها والذي يجسّد حكم مادورو وجهاً من وجوهه. هذه النقطة ليست عابرة بالنسبة إلى ترامب. فخلال خطاب الاتّحاد الذي ألقاه في الخامس من الشهر الحاليّ تحدّث عن الأزمة الفنزويليّة وعن اعتراف بلاده بغوايدو رئيساً لها مشدّداً على أنّ الولايات المتّحدة "لن تصبح أبداً دولة اشتراكيّة". وأعاد تأكيد هذا الكلام في كلمته الاثنين الماضي. يرى الديبلوماسيّ السابق في عهد باراك أوباما بريت برون أنّ ما يجري في فنزويلا لا علاقة له بالصراع "بين اليمين واليسار" بل "بين الصواب والخطأ".

لكنّ الحديث عن الاشتراكيّة قد لا يرتبط فقط بالصراع الفكريّ بين توجّهين سياسيّين واقتصاديّين مختلفين. إذا لم يمكن بالإمكان الفصل بشكل تامّ بين خطاب حال الاتّحاد الأخير وبين افتتاح ترامب معركته الانتخابيّة، فكلمته في جامعة فلوريدا أيضاً يمكن ألّا تكون منفصلة تماماً عن هذا السياق.


لم تنتخبه سنة 2016.. فماذا عن 2020؟


إنّ مكان هذه الكلمة وظروفها والجماهير التي وُجّهت إليها هي عوامل ترسم صورة تناسب ترامب في سباقه الرئاسيّ. أعدّ مراسل شبكة "أي بي سي" الأستراليّة في أميركا الشماليّة جايمس غلنداي تقريراً أظهر فيه إمكانيّة استفادة ترامب من سياسته الفنزويليّة في هذا المضمار. يشير المراسل إلى أنّ ترامب ألقى كلمة نالت تسويقاً مسبقاً وحصدت الكثير من الإثارة في ميامي وتحديداً في مدينة دورال التي تُكنّى أحياناً ب "دورال-زويلا" نظراً لحجم الفنزويليّين الموجودين فيها.

كذلك إنّ المجتمعين الفنزويلي والكوبي يدعمان كثيراً موقف ترامب القوي ضدّ نظام مادورو ويضمّان أكثر من مليون شخص في دائرة انتخابيّة أساسيّة في هذه الولاية المهمّة التي تكون نتائج الانتخابات فيها محدّدة بفوارق ضئيلة. ونقل المراسل عن الفنزويلية ماريلبا بوشيتي قولها إنّها لم تصوّت لترامب سنة 2016، "لكن الآن وبما أنّه يدعم فنزويلا، أحب دونالد ترامب". وبالرغم من أنّ لدى ترامب خطاباً تجاه المهاجرين من أميركا اللاتينيّة لا يستسيغه هؤلاء، يعبّر رجل الأعمال الفنزويلي راول رودريغز عن اعتقاده بأنّ "المزيد من الأشخاص هنا سيصوّتون له".


كم مرّة استخدم كلمة "اشتراكيّ"؟

في تحليلات أخرى، كان بعض المراقبين أكثر تطرّفاً في اعتبار كلمة ترامب وحتى تركيزه على الأزمة الفنزويليّة تهدف بشكل أساسي إلى تعزيز حظوظه في مواجهة الديموقراطيّين سنة 2020. في تقريره ضمن موقع "فوكس" الأميركيّ، يذكر أليكس وورد أنّ ترامب أورد كلمة "اشتراكيّ" 9 مرّات وكلمة "اشتراكيّة" 20 مرّة ومادورو 10 مرّات. وأضاف أنّ ترامب يريد إخافة الناخبين الجمهوريّين في فلوريدا وفي أماكن أخرى عبر الإشارة إلى أنّ الديموقراطيّين هم مجموعة من الاشتراكيّين الذين قد يقلبون الولايات المتّحدة قريباً إلى مكان بائس يشبه ما هي عليه فنزويلا. وأضاف أنّ مشاكل فنزويلا هي صورة مناسبة للحزب الجمهوريّ كي يكرّر هذه الرسالة مراراً على الرغم من أنّ قلّة من الديموقراطيّين الأميركيّين دعمت مادورو.

وكان لتولوز أولوروزنيبا رأي مشابه في صحيفة "واشنطن بوست" حيث كتب أنّ كلمة ترامب في الجامعة هي "حملة انتخابيّة غير رسميّة" مضيفاً أنّ أهداف ترامب تكمن في تصوير الديموقراطيّين على أنّهم يريدون تحويل الولايات المتّحدة إلى فنزويلا. ونقل عن ناشرة موقع "كوك بوليتيكال ريبورت" آيمي وولتر قولها إنّ "الناخبين المرجّحين ليسوا معه. سيعمل مع حملته لجعل (المرشّح) الديموقراطيّ غير جذّابين لدرجة أنّه سيكون على الناخبين اختيار الأقلّ سوءاً".


ملف متعدّد الأبعاد

قد يكون الملفّ الفنزويلي جزءاً من خطّة أشمل لترامب وفريقه في خوض الانتخابات الرئاسيّة. لكن بالمقابل، لا يمكن إنكار أنّ ما يصطلح مراقبون أميركيّون على تسميته بالصراع بين "اليمين واليسار" أو بين "المحافظين والليبيراليّين" ليس جديداً على الساحة الأميركيّة، وقد تكون فنزويلا أحد عناوين هذا الصراع. وإذا كان صحيحاً أنّ للسيناتور ماركو روبيو تأثيراً على السياسة الخارجيّة المتشدّدة تجاه تلك البلاد، علماً أنّه وعلى عكس ترامب لم يتحدّث عن الخيار العسكريّ، فإنّ بعداً آخر سيضاف إلى نظرة البيت الأبيض تجاه الملفّ. بهذا المعنى، يمكن أن يستفيد ترامب من بعض جوانب هذه الأزمة انتخابيّاً، لكنّ مواقفه أو حتى عقوباته على حكومة مادورو ليست جديدة حتى يتم ربطها حصراً بالاستحقاق المقبل. والأمر نفسه ينطبق على تهديده بالخيار العسكريّ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم