الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كريستين... لدمٍ لم يكتمل ارتفاعه

بهاء إيعالي
كريستين... لدمٍ لم يكتمل ارتفاعه
كريستين... لدمٍ لم يكتمل ارتفاعه
A+ A-

غيمٌ... طريقٌ

أمّا وجهي فسينخلعُ ويسبحُ

في طريقهِ إلى الغيم، فهو متأكدٌ أنها تؤدّي إلى تلك المدينة المقفرة

فقط.

ها هو الدمُ الأخير/ الوجهُ الغارقٌ كفلّينةٍ رطبة قضمهُ الهواءُ ورمى عجوته في رأسي، رماها وقد تفرّق في الطريقِ ما لم يرتفع إلى وجهي كالدّم. عنيفاً يجرُّ الوقتُ نفسه ليستريح حيث أراد أن يحفرَ نصباً لارتفاعها.

ها أنتِ تطيلين الوقت ليزدادَ عنفاً، أو كي أحاولَ وإيّاكِ أن نقذفَ به في الزيتِ المغلي، وكي نقيسَ المسافة بين الدّمِ والسماء بذيل حصانٍ عجوز.

السماءُ تضعُ المطر ميتاً في سقوطهِ تحت عينيكِ الغائرتين - عينُ الإله الأعمى. إلهٌ تركَ كلَّ أصدقائهِ الحمقى في رأسي، يتقافزون فيه كرصّوراتِ سيارةِ شحنٍ قديمة. الألمُ عليّ أنا الواقف في الطابور كإصبع الشيطان أراقبُ جسدَكِ يرتدي ذاك الوعاء الخشبي، كربٍّ يلوّح للموتى وهم قادمون إليه، كأي كائنٍ ملعون. الإله تركَ كلّ أصدقائه – المقامرين من لا يلعبون سوى بالبطاقات الحمراء – تحت وجهِ الدودِ آكل اللحومِ الذي لا وقت له لتناولِ طعامه.

يا لوجهك...

يا لوجهكِ متى يقفزُ إلى ذاكرتي خليّةً خليّة، والدّمُ منحدرٌ كإبرة الصنوبر. يتبخّر ببطءٍ ولا يمطر.

أغنية صوفيّة باكية تقفُ في ظلّ آخر دمعةٍ بقيت معلقةٌ في وجهكِ قبل انتحار شريانك الأبهر المختل: هي محاولة ولادة لذاكرة جديدةٍ كرّسها الدّم لطريقه.

الهواء يرفعُ الجسدَ قليلاً

فيما كنت تنزلقين عن سيرة المساء نحو سرعةِ الريح.

أيّتها السيرة الذاتية لدمٍ لم يكتمل ارتفاعه

كريستين.

يُلتَقطُ الدم

ويبدأ الفلاحون حفلتهم الراقصة

قبل أن نعير السمع لريشٍ يزعقُ بالريح

لمدينة تستديرُ كعينِ خرتيتٍ مفتوحةٍ في الليل:

الدّمُ كانَ هارباً

وسقط في جسدك لحظة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم