الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بو عاصي من جامعة الحكمة: دعم الكهرباء يوازي 12 ضعف موازنة وزارة الشؤون

المصدر: "النهار"
بو عاصي من جامعة الحكمة: دعم الكهرباء يوازي 12 ضعف موازنة وزارة الشؤون
بو عاصي من جامعة الحكمة: دعم الكهرباء يوازي 12 ضعف موازنة وزارة الشؤون
A+ A-

حاور وزير الشؤون الإجتماعية السابق عضو اللجنة البرلمانية للشؤون الإجتماعية والصحة والعمل النائب بيار بو عاصي طلاب جامعة الحكمة، عن موضوع "العدالة الإجتماعية أساس تحقيق السلام"، بدعوة من رئيس الجامعة الاب خليل شلفون وكليتي الحقوق والعلوم السياسية فيها، بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الإجتماعية، في حضور الوزير السابق سليم الصايغ وأعضاء مجلس الجامعة والجسم التعليمي.

شلفون

وألقى الاب شلفون كلمة رحب فيها بالنائب بو عاصي، متمنيا له "التوفيق في مهمته النيابية من أجل لبنان أفضل عدالة وأفضل إجتماعيا ومعيشيا ليبقى شبابنا المتعلم في أرضه"، وقال: "العمل الإجتماعي هو في صلب رسالتنا الآكاديمية ولهذا أدخلناه، كما أوصانا قداسة البابا فرنسيس، في صلب البرنامج الأكاديمي لطالباتنا وطلابنا الذين هم رسالتنا، في الكنيسة والمجتمع".

البستاني

من جهته، قال عميد كلية الحقوق في الجامعة الدكتور مارون البستاني: "يسرنا أن نستقبل في جامعة الحكمة سعادة النائب بيار بو عاصي، الذي لمع نجمه في الفترة الأخيرة واستحق محبة الناس وثقتهم، خلال هذه الفترة الزمنية القياسية، حيث بلغ درجة لم يبلغها سواه ممن تعاطى السياسة والشأن العام".

وتابع: "في لحظة من الوعي وصفاء الذهن، تم تعيينه وزيرا للشؤون الإجتماعية. فانبرى لخدمة الناس بثبات واندفاع وتقنية، فاستحوذ على محبتهم، وحملوه إلى الندوة البرلمانية ممثلا لهم، بعد حصوله على أصوات تفضيلية فاقت بكثير المرشحين الآخرين".

وتوجه للطلاب بالقول: "بيار بو عاصي كان طالبا، مثلكم يا طلاب جامعة الحكمة المشاركين في هذه الندوة، كان طالبا مميزا وملتزما بقضايا مجتمعه ووطنه. فهو أمثولة ومثل لكم ولكل من يرغب في أن يتعاطى بالشأن العام. ونحن بحاجة في أيامنا الصعبة، إلى من يتعاطى بالشأن العام ويمتلك القيم التي يتمتع بها ضيف جامعة الحكمة".

واعتبر "ان العدالة الإجتماعية هي حلم نسعى لتحقيقه، ولكن من الصعب تحقيقه بالمطلق، نبلغه درجات درجات"، مشيرا الى ان "العدالة الإجتماعية هي المشكلة العالمية اليوم، الناجمة عن عدم توزيع عادل لثروات المجتمع، ليس في لبنان فحسب، وإنما في العالم، الذي يواجه تحديات إجتماعية كثيرة ومتنوعة وعلى سبيل المثال لا الحصر، "السترات الصفراء" في فرنسا".

وختم: "نعم المشكلة الإجتماعية نعاني منها في لبنان. والعالم لا يمكنه أن يعرف السلم الإجتماعي والسلام والإستقرار من دون عدالة إجتماعية بحدها الأدنى".

بو عاصي

ثم تحدث النائب بو عاصي، مشيرا الى مشاريع الوزارة التي تعنى بالفئات الاكثر ضعفا في المجتمع، شارحا دورها في مساعدة كل منها. ولفت الى ان كل برامج الوزارة تعنى باللبنانيين باستثناء برنامج "الاستجابة للازمة السورية".

وتوقف عند ملف الادمان، متمنيا على الشباب الابتعاد عن الادمان او عن اي محاولة لتعاطي المخدرات. وقال: "أتوسل اليكم لا تجربوها حتى، فالادمان يبدأ بـ"سيجارة حشيشة". وتطرق الى التحديات التي تواجه الجمعيات المختصة باستقبالهم، وقال: "في كل لقاء مع الشباب اركز على ضرورة الابتعاد عن الادمان، فـ11% فقط من المدمنين يتعافون نهائيا، لذا الحل الوحيد يبقى عدم الدخول بدوامة الادمان فهي مصيبة المصائب".

وفي ما يتعلق ببرنامج "دعم الاسر الاكثر فقرا"، أشار بو عاصي الى انه قام باعادة هيكلة المشروع لينطلق بشكل نموذجي، ليطال 44000 عائلة لبنانية تعيش تحت خط الفقر. وأوضح آلية عمل برنامج "التخريج" الذي أطلقه لمساعدة الفقير للخروج من فقره، مشددا على "ضرورة فصل السياسة عن العمل الانساني الاجتماعي والابتعاد عن المزايدات".


وأكد بو عاصي "ان قيم المجتمع وقوانين الدولة والمجتمع الاهلي يساهمون في تحقيق العدالة الاجتماعية، الا انها لن تحقق من دون الكرامة الاجتماعية"، وقال: "لا ثمن لهذه الكرامة، لكنها ذات كلفة كبيرة وهي ترتفع مع الوقت بسبب زيادة الحاجات وغياب مصادر تمويل اخرى".

وعن ازمة التمويل، قال: "أتخوف من هذا الموضوع لسببين: الاول لان الشراكة بين القطاعين العام والخاص تخلق اشتباكا سياسيا يمكن ان يؤدي الى كارثة بدأت تظهر مع اقفال مركز الكفاءات، وهذا ما قمت بالاضاءة عليه في كلمتي في جلسة الثقة، اما السبب الثاني فهو الاستخفاف بعمل الجمعيات في لبنان ومهاجمتها والسعي لتخفيض موازنتها".

وعن المرحلة الصعبة التي تمر بها مؤسسات الرعاية والجمعيات المتعاقدة مع الوزارة، أكد بو عاصي "ألا جمعيات وهمية تابعة للشؤون، فالوزارة تلعب دور المراقب وتقوم بزيارة الجمعيات بشكل دوري. وطلب ممن ينتقد عمل الجمعيات ان يثبت ذلك او ان يسكت او ان يلعب دوره في الاهتمام بذوي الاحتياجات. واوضح ان الجمعيات المتعاقدة مع الوزارة حصلت على اموال عام 2012 منذ اسابيع اي قبل بضعة ايام من تشكيل الحكومة".

وقال: "من غير المقبول ان الدولة اللبنانية تدعم قطاع الكهرباء بملياري دولار سنويا توازي 12 ضعف موازنة وزارة "الشؤون الاجتماعية"، علما انه لمشروع "دعم الاسر الاكثر فقرا" قمنا بتأمين تمويل له بـ50 مليون دولار من الاتحاد الاوروبي و21 مليون دولار من البنك الدولي".

وسأل بو عاصي عن قدرة لبنان على تأمين تمويل ذاتي للاستمرار بدعم هذا البرنامج عند توقف الدعم الخارجي له، موضحا ان "هذا الدعم سيتوقف مع عودة النازحين السوريين الى بلادهم ما يتمناه الجميع البارحة قبل اليوم"، ومركزا على "أهمية الحصول على الاموال من الدول المانحة والمنظمات الدولية، كما لا يجب طلب التمويل لمشروع لن نستطيع تأمين تمويل ذاتي له بعد توقف الدعم".

وشدد على اننا "لسنا دولة فقيرة بل دولة ذات ادارة فاشلة، لان الناتج المحلي الإجمالي على الفرد يتراوح بين 15 و16 الف دولار سنويا ما يفوق قيمة الناتج المحلي الاجمالي لدى عدد من الدول من بينها الاردن وايران"، معتبرا انه "من الطبيعي ان نخسر اذا قمنا بدعم الكهرباء بملياري دولار سنويا في وقت يجب رصد الاموال اللازمة للعمل الاجتماعي الهادف والمراقب". ولفت الى ان المزايدات السياسية تؤدي الى تراجع العمل الاجتماعي، مؤكدا "اننا بحاجة ماسة الى تمويل هذا العمل ووقف طلب المساعدة من الدول المانحة والعمل على تأمين تمويل ذاتي".

وعن ملف النزوح السوري، أشار الى ان "أموال الدول المانحة والمنظمات الدولية كانت تنصب فقط في دعم النازحين، الا انه سعى لتأمين تمويل اضافي للمجتمعات المضيفة ونجح في الحصول على ذلك، فباتت نسبة دعم هذه المجتمعات متقاربة من نسبة دعم النازحين السوريين".

وختم بو عاصي معتبرا "ان أي بلد يتميز بمدى التزامه بالقيم الانسانية، فاحترام القيم والسعي لترسيخها يساهم في تأمين الاستقرار والازدهار لابناء البلد حتى لو كان هذا البلد لا يتمتع بالثروات الطبيعية وبالموقع الجغرافي الجيد، في وقت يتراجع البلد اقتصاديا في ظل غياب القيم حتى لو وجدت الثروات الطبيعية".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم