الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نارُه لم تهزّ ضميراً واحداً فاحترق في خطأ التقدير

المصدر: "النهار"
جورج شكرالله
نارُه لم تهزّ ضميراً واحداً فاحترق في خطأ التقدير
نارُه لم تهزّ ضميراً واحداً فاحترق في خطأ التقدير
A+ A-

1- أحرق وجوده...

الحطب،

اشتعل بالقرب وبالمحاذاة، وفي استغاثة

إنسانٌ مقهور بالشوك، بالصراخ ...

شجر اليباس في عمره...

أُعطي النار، غُلّف بالدخان...

المسؤول ليس المسؤول...

في سريرهم نومٌ، هؤلاء المطمئنون فوق سطح

الفوضى، السائرون باطمئنان، مع الأغبياء، مع المرضى...مع الأعمدة البشرية..!

الحطبُ يتحول فجأة إلى جسد...

النار لا تميّز... تنطلق عارية وفي هبّة الى الرماد

تنطلق...

كما نمشي والنار مختبئة في ثيابنا، هكذا

نحترق في الأيام... هكذا ننتهي بين الأزقة، وفي الشوارع والساحات...

خرجَ من منزل حياته وضاع. لم يره أحد. أحرق وجوده لأن أحداً لم يقف بينه وبين النار. أحرق

دوره وغاب... كان ظلاً وخطفه الغيم...

الخمرة، والمسؤول فوق الغياب التام، مخدّرة وقاتلة..!

الفرق بين الشجرة والإنسان... تحترق وهي يابسة...

يحترق وهو أخضر...

الاحتراق جريمة عظمى، عندما يكون الوطن في وعيه... في اكتمال نموٌه..!

أمّا ولا... فنملة واحدة لن تفتش عن دمعة...

البكاء فوق عتبات الفساد، مهزلة وضعف...

قولوا ماذا ستفعلون، للتخلص؟ قولوا...

الشعب الذي يتوجع مرّة واحدة وينسى، شعب

مخلخل منفصم.... مبنيّ على الرمل...!

الفقر نار...

الظلم نار...

الطغيان نار...

التشرد نار...

الاستخفاف بالمعاناة نار...

والغرابة لماذا لا يكون الشتاء؟

احترقَ في خطأ التقدير...

لم يدرِ أنّ ناره لن تهزّ ضميراً واحداً، وأنّه يحترق في وطن،

ساحته فارغة... ومرآته لا تعكس..!

المأساة الكبرى، أنّ في الوطن أحصنة كثيرة

ولكنّها لا تصهل..!

احترقَ ...

الحزن لأجله، لم يهزّ ستارة واحدة، لأنّ كلّ ألأبواب

مقفلة...! لأنّ اللامبالاة هي الراقصة في الملعب،

مواكبةً ألحان العابثين..!

2- اللامرئي

اللامرئي حتى اللحظة، وفي الكثافة والانغلاق، موضوعٌ مرصود أفعوي...

الطفلة المختبئة، أو الهاربة، فكرةٌ تائهة،

ضائعة... وثيابها في الظلمة...

العصفور الذي كسر جناحه بغصن،

صورةٌ شعرية تنزف، أو تتأوه من إبهامية، وتكلفية...

الغيداء وشعرها الطويل يستر مفاتنها برعونة،

كلمةٌ خسرت فطرية التعبير والإيحاء والإدهاش...

الطريق الحفرة، المخددة، العاثرة، نمط الغجري، وليس له إلا الترحال والتفكك وتشوّهية الصياغة، والمتانة... والثبات...

التصاق جندلٍ بسفح، خلفيته التراب، وأماميته الجفاف، والقساوة، والسطحية، تعبيرٌ ملبّد، صَلبيّ، جامد، إلى حيثُ ألأبعد...

عشبة في برية، لحظةً كانت، لحظةً لم تكن، نصّ مجوّف، عقيم، اصطناعي..!

النار المقدسة، الحيية، المحيية، كلمة روح وخلود وصمت وسكينة...!

3- الحائر

الحائر،

وطنٌ يدور حول نفسه...

ينادي الهواء، بل العاصفة، ليسرع،

ليجنّ في سرعة واحدة، في مكان واحد...

كل الجهات ليست في حسابه... له مكانه،

ولغة الارتباك في حالة الشوك، والتوجّه...

في حيرته، ينسى إرادته، أحماله، وله

نومةٌ مترجرجة في العراء...

يهزّ النهار، فيثقل عليه الوقت، وتسقط الساعة من يقظته، كفعلٍ مطرود، تسقط الساعة، والكلّ

ينفض يديه، ويحفر في البعيد، آثار خطى لن تعود ....

يفتش في ثيابه، عن ماضيه فلا يعثر عليه، وعن حاضره ، فيرهبه مستقبلٌ هاربٌ من وجه الحاضر،

ويتلفّت إلى الوراء..!

الاختيار حصان، تمتطيه الحيرة فيتوه، وعبثاً يبحث

عن لجامه بين الصخور..!

القرار الصعب، ليس للحائر في حالة من الحالات. وإن لا، فأين الفعل الظاهر، في عملية بناء مفترض؟

الشجاعة تمرّ قرب الحائر، ولكنها لا تلمسه، لأنه مغلّف بالضعف والخوف والتردّد، حتى ولو جازت،

فوقه ألف إرادة مع ألف بوق..!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم