الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الحريري مع نايلة

المصدر: النهار
ماجد المقصود
الحريري مع نايلة
الحريري مع نايلة
A+ A-

تابعتُ كما سائر المشاهدين المقابلة المصوّرة التي أجرتها السيدة نايلة التويني، رئيسة تحرير "النهار" وحفيدة مؤسس هذه الجريدة العريقة، مع الرئيس سعد الدين الحريري، رئيس حكومة لبنان الثانية في عهد فخامة الرئيس ميشال عون.

أولاً، أود أن أثني على الفكرة بحد ذاتها، فهي تعتبر نقلة نوعية ضمن إنجازات جريدة النهار، وهذا يُحسب لسيدة المقابلة التي أثبتت عن عقلية منفتحة جداً وعن إلمام بكافة تفاصيل الواقع اللبناني. لقد كانت بسيطة. وفي لحظات نسينا أنها المحاورة وظننّا لوهلة أنها ربة منزل أو أمّ أو مواطن أو عامل، وليس صحافية استطاعت إخراج مكنونات الرئيس الحريري ودفعه لذرف الدموع لتكون لقطة وجدانية عميقة صادقة يفهمها كل أب. ورغم بساطة المقابلة التي دخلت القلوب لم تضحِّ نايلة بأخلاقيات المهنة، بل كانت تصنع نوعاً جديداً من المقابلات من خلال طرح أسئلة قصيرة واضحة ومعبّرة في آن، وأبرزت المساحة الكاملة للضيف ليخرج بأجمل ما يكون من ناحية الشكل والمضمون.

أود أيضاً أن أثني على لباس رئيس الحكومة، وعلى جمال المكان، وقد ظهر بسيطاً كعادته، يدخل إلى قلوب الناس من كافة الأطياف بهدوئه المعتاد، لكن ما لفتني هذه المرة هو أنه كان واثقاً تماماً من نفسه وممّا يقول، وغير متردد إطلاقاً. أبرز نفسه كقائد يأخذ القرارات رغم تشديده أنه يستشير ويناقش، وأثبت أيضاً أنه ملمّ بكافة مشاكل المواطن اللبناني، وكان موضوعيًّا ومنطقيًّا في إجاباته .

في لحظة معينة أحسسنا بالتناغم الوجداني بين نايلة والرئيس، وعلت ضحكتها عندما أتى جواب الحريري، لدى سؤاله عمّا يحب فعله لجهة تعليم أبنائنا، بالابتعاد عن الطائفية، فكانت ضحكتها عبارة عن موافقة ضمنية. اعترف الحريري خلال المقابلة بفشل الدولة، وهذا جيد، واعتبر نفسه وسائر القيادات موظفين لدى الشعب. كان صادقاً، واثقاً، ويعلم ما يقول، صافي الذهن، وإيجابياً جداً، غير أن لي بعض الملاحظات الصغيرة، فمطار بيروت، بخلاف ما قال الرئيس الحريري، في وضع مزرٍ، وإدارته سيئة للغاية، كما أني لا أوافقه الرأي بتضخُّم عدد موظفي القطاع العام، فنحن قريبون من الستاندارد العالمي، لكن علينا الاعتراف بأن رواتب القطاع العام مضخمة بالنسبة لقدرات البلد المالية، كما أن هناك إدارات غير منتجة على الاطلاق كسكة الحديد مثلاً، ناهيك عن التعويضات المذهلة التي لا تجدها في أقوى بلدان العالم الاقتصادية. كما أنني وددت لو تحدثتم عن ضمان الشيخوخة والمسنين ومنح الجنسية لأولاد اللبنانيات اللواتي يجب على الدولة إنصافهن وإنصاف أبنائهن، فأنتم يا دولة الرئيس مأتمنون على حقوق الفقراء، وأطالبكم برفع شعار "المساواة في الظلم عدالة". وأخيراً، أود أن أقول إنني شعرت بإيجابية كبيرة بعد هذه المقابلة، وأحببت جداً نصيحة رئيس الحكومة لابنه بأن يعمل ويتعب حتى يعرف قيمة الحياة.

شكراً لإدارة هذه الجريدة التي تمثّل الرأي الحر في لبنان. شكراً على هذه المقابلة التي أوضحت الكثير من الأمور لدى الرأي العام اللبناني.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم