الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

عن زيارة ولي العهد السعودي إلى باكستان

المصدر: "النهار"
فيصل عباس – رئيس تحرير عرب نيوز
عن زيارة ولي العهد السعودي إلى باكستان
عن زيارة ولي العهد السعودي إلى باكستان
A+ A-

لطالما كانت العلاقات السعودية الباكستانية وثيقة بشكل استثنائي. إذاً - قد يتساءل البعض - ما الذي يجعل من زيارة الأمير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحالية إلى إسلام آباد ذا أهمية خاصة؟

إذا وضعنا العلاقات المتجذرة والمصالح المشتركة جانباً، ينبغي أن لا نقلل من أهمية العلاقة الشخصية التي تطورت بين ولي العهد وعمران خان، الذي ظهر كرجل موثوق به وصادق في وعوده عندما جعل السعودية أول دولة يزورها بعد أن أصبح رئيس وزراء باكستان. قبل وقت قصير من انتخابه، أخبر خان صحيفة "عرب نيوز" أن العلاقات الباكستانية - السعودية ستكون أقوى في ظل قيادته.

وفي المقابل، سارع ولي العهد إلى إعطاء عمران خان، الذي جاء وصوله إلى السلطة في وقت تعاني فيها باكستان من اضطراب اقتصادي، التطمينات التي كان يحتاج إلى سماعها: الرياض لم ولن تدير ظهرها أبداً لإسلام آباد.

كما اختار محمد بن سلمان باكستان لتكون أول محطة له في أول جولة له في آسيا كولي عهد للسعودية.

بالنسبة للسعودية، ليست باكستان ثاني أكبر دولة إسلامية في العالم وحليفاً تجارياً وعسكرياً مهماً فحسب، بل هي بلد نتقاسم معه الكثير من التاريخ والقيم.

تستضيف السعودية مجموعة كبيرة من الوافدين الباكستانيين يبلغ عددهم نحو مليوني شخص، كما تستقبل نحو 200 ألف حاج باكستاني كل عام. هناك قصص نجاح كثيرة للوافدين الباكستانيين لا يمكن مطلقاً حصرها في عمود واحد، ولكن على سبيل المثال، كان رئيس الوزراء الباكستاني السابق شوكت عزيز مصرفيًا ناجحًا للغاية في المملكة، بينما يرأس الجنرال رحيل شريف حالياً التحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب الذي يتخذ من السعودية مقراً له.

وعلى هذا الأساس، من المتوقع أن ترفع زيارة ولي العهد العلاقة بين البلدين إلى مستوى استراتيجي. ليس ذلك فحسب، بل إن اجتماع مجلس التنسيق، الذي سيرأسه ولي العهد وخان، سيضمن تقوية هذه العلاقة بمرور الوقت وإدارتها من خلال الوسائل المؤسسية.

إن قمة الرؤساء التنفيذيين ستساعد في تحسين العلاقات التجارية والاستثمارية، في حين تم بالفعل التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بقيمة 20 مليار دولار في قطاعات الطاقة وغيرها من القطاعات.

ستقوم إسلام آباد بتقليد ولي العهد أعلى وسام لديها، وهو وسام "نيشان باكستان". ومع ذلك، بالنسبة للرجل الثاني في المملكة الذي سيصبح خادم الحرمين الشريفين، يكمن الشرف بلا شك في دعم إخواننا الباكستانيين خلال أوقات الشدة، ووضع آليات لضمان أن العلاقة مع إسلام آباد ستنتقل من قوة إلى قوة.

قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لرئيس وزراء باكستان عمران خان خلال مأدبة عشاء الشرف التي أقيمت ليلة وصوله: "اعتبروني سفير باكستان لدى السعودية".

بالمناسبة، كان السيد رجا علي اعجاز، السفير الباكستاني المعين حديثاً في الرياض، يجلس بجانبي في حفل العشاء. قلت له ممازحاً "يبدو أن وظيفتك قد ذهبت".

رد السفير إعجاز قائلاً: "إنه لشرف في الواقع، كل باكستاني هو أيضا سفير للسعودية."

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم