الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حزني مع العمر يكبر

أسامة محسن
حزني مع العمر يكبر
حزني مع العمر يكبر
A+ A-

1- إنه يعمل

لأنني فقير

تعطّلت الغسالة

واحترقت اللمبة في ذات الوقت

وحين هممت للخروج من الغرفة

علق بنطالي بسلك حديد نافر

فانشقّ قلبي حسرة عليه

اليوم صرتُ غنياً

سرقت من غرفة جاري مسدساً

وجرّبته على رأسي

إنه يعمل.



2- لنْ يَمُوتَ الحُّبُ من الجوع

قبل أَنْ أتذوَّقَ أصابعَكِ

اسمحي لي يا حبيبتي أَنْ أفتحَ دفتر الديون لأحسبَ عدد النيازك التي ستهبطُ علينا أوّل الشّهر. أنتِ امسحي الماكياج بقصيدةٍ لم تنجحْ معي وانتظريني أو لملِمي الغسيل من يد الريح، وأرجوكِ ازرعي ورقَ الشّاي الأخضرِ عند الشُّرفة. لَمْ يبقَ عندنا ما يجعلنا نبلعُ الزّعتر. افعلي أيَّ شيءٍ، لن أتأخر سأخرج لأتنفّسَ قليلاً قبل أنْ تتبخَّرَ روحي من جلدي، وإنْ تأخرتُ فلا تقلقي لن يموتَ الحب من الجوع.

3- تقاعد


أنام أبكر

وحزني مع العمر يكبر

أنقي العدس من طبق زوجتي فتتأفأف

أتشاجر مع الفرّان الذي يحب الآرامل أكثر مني. لا أحد يفهم لما أتكدر أتأمل وجوه أولادي على الجدار. أرغب بتكسير الساعات. وكل أنواع البطاريات الرخيصة. أرد السلام بأحسن منه، وأعزم جاري على الشاي. أضع كرسياً أمام البيت وأحاول التعلّم على هاتفي الجديد كي أرسل صورة لابني المهاجر أو وردة لابنتي البعيدة، فيرنّ فجأة، وأحاول أن أجيب بسرعة: "كيف حالك بابا؟، هل استأجرتَ وحدكَ أم مع الراقصات؟". أمازحهُ: "هل تكتب عني أم عن أمك أكثر مني؟". أتحجج بتشويش في الخط كي أختلس دمعتي. ستون عاماً في مطاحن الحياة، ولم أتفتتْ إلا في صوت أولادي، وكلما رنَّ الهاتف تجلبُ لي كوب الماء وحبوب الدواء، وتفركُ كتفي بمعصميها الرقيقين. استحي من حزني ومن تقبيل جبينها. فالباب مفتوح أقول لها:

"حبيبتي الباب يرانا

دعينا ندخل".

تضحكُ من أعماق قلبها

وهذا ما أريدهُ بالتحديد،

أريدُها أن تضحك

فضحكتها الجميلة لا تَشيخ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم