تقنين قاسٍ في الشمال... والعدّادات من نعمة إلى نقمة

عدّادات مولدات الاشتراك سريعة الحركة هذه الأيام، على الرغم من اقتصاد الأهالي في استعمال الكهرباء. إلا أن المناطق الشمالية ساحلاً وجبلاً تعاني منذ أكثر من أسبوعين تقريباً تقنياً قاسياً في الكهرباء، فتؤمّن التغذية بالتيار بين 4 إلى 6 ساعات يومياً، حسب المنطقة، فيما هناك مناطق عدّة في طرابلس مثل أبي سمراء وجوارها تعاني من انقطاع مستمرّ منذ يومَيْن أو أكثر.

وبسبب الانقطاع الطويل للكهرباء، توقفت مضخات المياه عن العمل من مراكز توزيع مياه الشفة ومحطات التكرير، فانقطعت المياه عن البيوت بسبب عدم قدرة مضخات المياه على الضخّ، أو ضخّها بكميات قليلة فقط خلال الساعات القليلة التي تتوفّر فيها الكهرباء.

ونظراً للوقت الطويل الذي تنقطع فيه الكهرباء والاعتماد على المولّدات لساعات طويلة، ينتظر المواطنون بحذر فواتير الاشتراكات نهاية الشّهر، لا سيما بعد تركيب العدّادات التي يبدو كأنّها ستتحوّل إلى نقمة لا نعمة على المواطنين.

الأهالي عبروا عن استيائهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وأشاروا إلى أن "الدولة لا تولي قضاياهم الحياتية أية عناية، وكلما أُطلقت الوعود في سبيل تأمين الكهرباء 24/24، وكلما اقترب تحقيق الحلم، طالعتنا كارثة حقيقية على صعيد الكهرباء، فكيف سيتم تغيير الواقع المأزوم؟

نهاد المير تقول: "كارثة انقطاع الكهرباء والمياه كبيرة. وما سررنا به بتركيب العدادات بدأنا نخشاه، كون الفاتورة ستكون أكبر، تضاف إليها أيضا فاتورة المياه، وكلها فواتير من جيوبنا، ومعاشنا لايكفي حتى منتصف الشهر".

بدوره يقول جورج سعيد: "لماذا كل هذا الاستهتار بالشعب، ونحن ندفع كل ما يتوجب علينا من فواتير باحترام وتهذيب! الأهالي لن يسكتوا أكثر عن هذا الإذلال، وسيكون لنا تحركات تصعيدية إن استمررنا على هذا المنوال".

منوال الكهرباء والماء والفاتورتين أو الفواتير لن يتغير، وفق ما قال أحدهم رافضاً ذكر اسمه، إلا "عندما يكون في الدولة رجال يعملون للصالح العام والشأن العام والخير العام وليس لجيوبهم وجيوب محاسيبهم". 

فهل سيكون ذلك في أيامنا أم يبقى حلم الأجيال القادمة؟