مقاومة شرسة لــ"داعش" في الباغوز: قوّات سوريا الديموقراطيّة تعلن الانتصار قريباً

دافع عدد من الجهاديين بعناد اليوم عن آخر بقعة من "خلافة" تنظيم "#الدولة_الإسلامية"، متحصنين داخل ما تبقى لهم في الشرق السوري، ومانعين المدنيين من الفرار، في وجه عملية تقودها قوات سوريا الديموقراطية، مدعومة من التحالف الدولي.

وباتت قوات سوريا الديموقراطية على وشك إعلان انتصارها "في الأيام المقبلة". لكن الجهاديين المتحصنين في جيب في قرية #الباغوز، مساحته أقلّ من نصف كيلومتر مربع، يظهرون مقاومة شرسة.

وقبل أيام، وعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أيضاً بإعلان النصر على التنظيم المتطرف. وطالب اليوم الدول الأوروبية بإعادة مئات من مواطنيها الجهاديين الذين اعتقلتهم في سوريا قوات سوريا الديموقراطية، لمحاكمتهم في بلدانهم.

وفي محافظة دير الزور على الحدود مع العراق، تتقدّم المعركة النهائية للقوات العربية والكردية ببطء، رغم الدعم الذي تقدمه واشنطن.

وزرع الجهاديون عدداً كبيراً من الألغام، وحفروا أنفاقا للاختباء داخلها. ويشنون دوريا هجمات انتحارية، ويمنعون المدنيين من الخروج، وفقا لقوات سوريا الديموقراطية.

وعلى مقربة من الباغوز، كانت نقطة لاستقبال الفارين من الجهاديين خالية اليوم، على ما لحظ فريق وكالة "فرانس برس"، بحيث كانت عشرات الخيم والشاحنات المستخدمة في عمليات النقل فارغة.

وقال أحد مقاتلي قوات سوريا الديموقراطية لوكالة "فرانس برس": "لم يخرج أحد منذ يومين".

وأوضح مصطفى بالي، وهو متحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية، أن "تنظيم الدولة الإسلامية أغلق كلّ الطرقات" من الجهة التي يسيطر عليها من الباغوز، مشيرا الى أن أكثر من 2000 مدني قد لا يزالون موجودين هناك.

واوضح على "تويتر" أن الجهاديين محاصرون "في بضعة أمتار مربعة، ويحتجزون عدداً من المدنيين، ويرفضون تحريرهم".

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي شون راين لـ"فرانس برس" إن "مدنيين فروا يتحدثون عن استخدام التنظيم لهم دروعا بشرية، حتى أنه يقتل أبرياء لردع الآخرين عن الفرار".

منذ بداية كانون الأول، فرّ نحو 40 ألف شخص من المنطقة الخاضعة لسيطرة التنظيم، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

مني التنظيم، الذي أعلن عام 2014 "الخلافة الإسلامية" على أراض واسعة تمتد من سوريا إلى العراق، بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين، بعد سنوات أثار فيها الرعب بقواعده المتشددة وأحكامه الوحشية واعتداءاته الدامية حول العالم.

وأسس الجهاديون إدارتهم الخاصة، وأعدموا وعذبوا من لم يلتزموا قوانينهم، وحرضوا على اعتداءات دامية حول العالم.

وأكد ترامب أن نهاية "خلافة" تنظيم "الدولة الإسلامية" باتت وشيكة. وقال اليوم على "تويتر" إن "الخلافة" تقترب "من السقوط".

وكتب: "الولايات المتحدة تطلب من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والحلفاء الأوروبيين الآخرين استعادة أكثر من 800 مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية أسرناهم في سوريا، من أجل محاكمتهم".

وأضاف: "الخلافة على وشك أن تسقط. البديل لن يكون جيدا، لأننا سنضطر الى الإفراج عنهم". وأكد أن "الولايات المتحدة لا تريد أن ينتشر هؤلاء المقاتلون من تنظيم الدولة الإسلامية في أوروبا التي يتوقع أن يتوجهوا إليها".

وهذا الملف مشكلة محيرة بالنسبة الى الإدارة الكردية شبه المستقلة التي تطالب في شكل مستمر من الغربيين أن يعيدوا مواطنيهم.

وقد يشكل إعلان الانتصار على الجهاديين اشارة البدء لانسحاب نحو ألفي عسكري أميركي منتشرين في سوريا، كما وعد ترامب في كانون الأول.

وأكد مبعوث الولايات المتحدة الى سوريا جيمس جيفري اليوم أن "الانسحاب لن يكون مفاجئاً"، وذلك خلال مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن. واذ اشار إلى "الخلايا النائمة" و"آلاف" الجهاديين "المتفرقين"، شدد على أن "مواصلة القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية" سيبقى أحد اهداف واشنطن، حتى "مع اقتراب نهاية المعركة ضد الخلافة خلال يوم أو أكثر".

ولا يزال التنظيم قادراً على تحريك خلايا نائمة في المناطق المحررة. كذلك ينتشر مقاتلوه في البادية السورية المترامية.

وحذّر الجيش الأميركي في تقرير من أن التنظيم قد يكون قادراً، خلال ستة أشهر أو عام، على "العودة من جديد"، و"اشتعادة مناطق محدودة"، وذلك في ظلّ غياب استمرارية التزام مكافحة الإرهاب.

والمعركة ضد التنظيم تشكّل حالياً الجبهة الأساسية في الحرب السورية التي قتل فيها أكثر من 360 ألف شخص، ونزح أو لجأ الملايين بسببها.

وتسيطر الحكومة السورية التي تتلقى المساعدة من حليفتيها روسيا وإيران، على ثلثي الأراضي السورية، بعدما حققت انتصارات ضد الجهاديين ومجموعات معارضة.