الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

انتحار مواطن حرقاً

خديجة مصطفى- أستاذة في علم الاجتماع
انتحار مواطن حرقاً
انتحار مواطن حرقاً
A+ A-

بعيداً من الاستنكار والشجب والتعاطف ولعنة الضغط الاقتصادي التي دفعته إلى وضع حد لحياته وإنهائها، جميعنا يعلم أن الانتحار هو فعل نتيجة التفاعل مع المجتمع، ومع القواعد الداخلية للمجتمع وضغط هذه القواعد. الانتحار يقع في وعي العيش الناتج من التفاعل الفردي مع قضية مجتمعية مؤسسية. اذاً، السؤال هو: ما هي تلك القاعدة المجتمعية التي ضغطت ولم يستطع المواطن تغييرها أو تقبلها وأوصلته للتضحية بالنفس؟ ما هي القضية المجتمعية تلك؟ لا نتوقع إجابة بدهية كتلك الاجابات المتداولة: الحاجة، ضيق الوضع، متطلبات الحياة، ديون، فواتير، قسط المدرسة...إلخ.

مؤكد ان كل ما ذكر موجود وواقع وحقيقة وهو ليس بطارئ او جديد، وهو حال لبنان ككل وجميع اللبنانيين. واذا وضعنا جانبا ان المواطن الضحية يعيش الوضع، ويتعامل معه يوميا بشكل او بآخر، ككل مواطن، فهو يمارس عمله نوعا ما وكذلك زوجته ولو بشروط لا تؤمن المطلوب، ولا يشكل عيش الوضع ضغطاً لا يستطيع التعامل معه او تغييره، يبقى امامنا فكرة انتقال الأبناء من مدرسة خاصة الى مدرسة رسمية، قضية مطروحة على الفهم؟ تجعلنا نبحث داخل هذه الفكرة، ماذا تتضمن من معنى؟

في الحقيقة المدرسة الخاصة تحمل معنى فئة معينة وطبقة معينة وطائفة معينة ومستوى اجتماعي ومعيشي معين. عوضاً مما تقدمه من لغات اجنبية وصلات مع جهات مختلفة، مقابل المدرسة الرسمية التي تحمل أيضاً معنى فئة معينة وطبقة معينة وطائفة معينة ومستوى اجتماعي ومعيشي معين، ان الانتقال من وضع يمثل طائفة وفئة ومستوى وطبقة معينة الى وضع آخر أدنى وأقل يمثل فئة وطائفة ومستوى. من دون أن ننسى استعداداته الخاصة. هو الدافع للانتحار. ان مواجهة الضحية الداخلية مع القضية المجتمعية، لم يقدر على التغيير، أوصلته إلى الموت الاستسلامي، الى الانتحار.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم