اشترِك في نشرتنا الإخبارية
لا
لا تنامي قبل أن
أُهديكِ من شفتيَّ
بعضاً من حريقٍ أو رحيق.
شفتاكِ سافرتا بعيداً
والطَّريقُ إليهما حلمٌ
وإنِّي أعشقُ الأحلامَ في ذاكَ الطريقْ
اللَّيلُ يحضنُ غربتي
يؤوي تشرّدَ دمعتي
إنْ كنتِ فيهِ البدرَ والزّهرَ الرقيقْ.
كوني أنا ما زلتُ منتظراً
وصدري خفقُ أسئلةٍ
متى
يا أنتِ
لا تتعجلي موتي بهذا الصّمتِ
لمْ يتبقَ منْ ليلي
سوى بعضِ الثّواني المرهقاتِ
وبعدها سيلفُّني صمتُ الغيابِ
ولا أراهُ بعاشقٍ مثلي يليقْ
اللّيلُ لمْ يخلَقْ لنومِ العاشقينَ
اللّيلُ هاويةُ احتمالاتٍ ملوّنةٍ
ومجهولٌ شهيُّ الدّربِ
يبحثُ عنْ رؤانا
عنْ خطانا
عنْ مغامرةِ الغريقِ
يُعانقُ الموجَ الرفيقَ بروحهِ
كوني بهذا اللّيلِ
موجتيَ الرّفيقةَ
كي أكونَ بكِ الغريقْ
للصّبحِ عشّاقٌ
وإنّي لسْتُ منهم
كيفَ أنجو من عتابِ الضّوءِ
كم غنّيتُ للأملِ الموشّـى
في مباسمهِ وكم...
لكنَّ وحياً من جنونِ اللّيلِ
سافرَ بي بعيداً
في عميقِ اللّازمانِ.... اللّامكانِ
ويا لروحي كم تحبُّ الخلدَ
في ذاكَ العميقْ
لا
لا تنامي
عاشقانِ
وقبلتانِ
ونسمةٌ
والحلمُ يجفو من ينام
فكيفَ لا نرقى إلى ملكوتهِ
معنىً خليقاً بالحياة
وفكرةً تشدو بنا في الأفقِ
كالطّيرِ الطّليقْ...
2- وما كان ينسى
رسمتُكِ في شَفةِ الحلمِ شمساً
وفي خفقاتِ العصافير عرساً
وفي خاطرِ الوردِ أغنيةً
يرتِّلُها العطرُ جهراً وهمساً
تنكَّر حبري لكلِّ اللغاتِ
رآهن دونكِ صمَّاً وخرساً
تنفسَّكِ العشقَ حتى ارتقى
بعشقِك نحو الكواكبِ نفساً
وصرتِ له وطناً شامخاً بعد
أن كان يدفنُ في الوهمِ رأساً
وعلَّمتِه من علاكِ خطاباً
يلقِّنُه الدهر درساً ودرساً
إذا سألَ الدهرُ مَن أنتَ يستلُّ
من صمتِه الفذِّ سيفاً وترساً
أنا مَن دماه كما البحرُ... والموجُ
أشرعَةُ النارِ والجرحُ مَرسى
أنا من طَوَتْه المنافي وظلَّ
عنيداً عنيداً وما كان ينسى
إذا فَقَدَ المجدَ أضواءَ عينيه
أشرقتِ في ليلِ عينيه قدساً.
3- وشوشة وخربشة
الليلُ يُغرقُ وحدتي بالوشوشهْ
وأنا أترجمُها لسطري خربشهْ
وأنامُ والحبرُ المتيّمُ ساهرٌ
لكأنه قمرُ الدروبِ الموحشة
من قال إنّ الشعرَ فعلُ إرادةٍ
أثرُ التلاشي في الظلالِ المدهشة
الشعر صوفيٌّ شفيفُ العمقِ يخشى...
من ندى مرآتِه أن يخدشَهْ
مترنّحٌ والحبرُ خمرُ شفاهِه
يمشي بمعجزةِ القصيدةِ دَرْوَشَة.
