الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

من الطائف إلى حكم الطوائف

Bookmark
من الطائف إلى حكم الطوائف
من الطائف إلى حكم الطوائف
A+ A-
عاش لبنان منذ 23 أيار 1926 في ظل دستور أقرّه "مجلس تأسيسي" منتخب على درجتين في العام 1922، ووضعه المفوض السامي موضع التنفيذ.وعلى امتداد ما يقارب القرن، لم يسجل تاريخ الجمهورية أيّ حدث، كبيراً كان أم صغيراً، ادّى الى الغاء هذا الدستور وإحلال بديل منه.فلبنان انتزع استقلاله التام والناجز بتعديل للدستور أقره مجلس النواب في 8 تشرين الثاني 1943، أُلغِيَ بموجبه كل نص يتعلق بالانتداب الفرنسي، وتجريده من كل نصّ يتعلق بالانتداب.وثورة 1958 لم تسفر عن قلب النظام وحتى عن تعديل الدستور، وانما اقتصرت نتيجتها على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، هو الرئيس فؤاد شهاب. كذلك الحرب الأهلية، التي دامت زهاء خمس عشرة سنة، لم تنتهِ بمؤتمر تأسيسي، وانما بلقاء نيابي عقد في مدينة الطائف، أقرّ وثيقة الوفاق الوطني، وتمّ بالاستناد اليها، تعديل الدستور القائم بموجب القانون الدستوري الصادر في 1990/9/21.أما المؤتمر التأسيسي، الذي يطالب البعض بانعقاده من اجل اعتماد نظام سياسي جديد للحكم في لبنان، فلا مجال للدعوة اليه، في ظل دستور مرعيّ الاجراء، يتذرع جميع الأفرقاء بأحكامه، على رغم ان اكثر من فريق منهم يمعن في مخالفته.ذلك ان المؤتمرات التأسيسية، التي انعقدت في بعض الدول، حصلت اثر حروب دامية او ثورات داخلية، كما جرى في فرنسا بعد ثورة 1789، وفي الجزائر في 20 ايلول 1962 بعد شهرين من استقلال هذه الدولة.من هنا ان السبيل الوحيد لايجاد حلول للأزمات السياسية المتعاقبة التي عانى منها لبنان ليس، بالتأكيد، مؤتمراً تأسيسياً، وانما تشخيص الأسباب التي أدّت الى تلك الأزمات، واستنباط حلول لمعالجتها، والحؤول دون تكرارها.ان اهمّ مظاهر تلك الأزمات السياسية تجلّت بعجز مجلس النواب عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية عند خلو سدّة الرئاسة، وكذلك عجز رئيس الحكومة المكلف عن تأليف الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية.فبالنسبة الى انتخاب رئيس الجمهورية، من المفترض في أي نظام برلماني،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم