الحريري وصخرة سيزيف

مرةً جديدة يشكّل دخول سعد الحريري السرايا رئيساً للحكومة، احتفاليتين: شخصية ذاتية وسياسية وطنية.بالنسبة الى الوجه الشخصي، ربما لم يكن في حاجة الى البهرجة ولا الى السجاد الأحمر على رغم أنهما من المراسم التقليدية، لكن الأمر ربما اقتضته قواعد الاحتفال ومغزاه، فكان ضرورياً وخصوصاً بعد تسعة اشهر من الجدليات والعقد والعراقيل التي سبقت الوصول الى التشكيلة الجديدة والعودة الى السرايا، لكن من الزاوية الشخصية تذكّر سعد الحريري حتماً بأنه يخطو حيث مشى والده الشهيد، وفي ظروف لبنان التي لم تتغير كثيراً! هكذا لم يكن المراقب في حاجة الى التدقيق في تفاصيل المراسم، فهي مجرّد تفصيل بروتوكولي، بينما الجوهر كامن في انفعالات العائد أخيراً الى المسؤولية، بعد تسويتين انخرط في ترتيبهما؛ الأولى رئاسية أنهت فراغ بعبدا، والثانية حكومية تنهي فراغ السلطة التنفيذية، ربما أو بالضرورة لتبدأ الدولة الآن مسيرة جديدة، ليست بالعرجاء ولا بالمتعثرة، تعطّلها العقد والمشاكل والانقسامات، وهذه الجيوش الجرارة من الفاسدين والمفسدين والنهّابين، الذين عطّلوها وأغرقوا...