الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لبنان في عصرٍ شيعي برئيسٍ مسيحي حليفٍ له وحكومة مُستسلِمة؟

Bookmark
لبنان في عصرٍ شيعي برئيسٍ مسيحي حليفٍ له وحكومة مُستسلِمة؟
لبنان في عصرٍ شيعي برئيسٍ مسيحي حليفٍ له وحكومة مُستسلِمة؟
A+ A-
"صح النوم". هذه الجملة الصغيرة والمُفيدة كانت أوّل ما خطر على بالي عندما قرأت عنوان قطعة تحليليّة – معلوماتيّة كتبتها زميلة جديّة في "النهار" تضمّن سؤالاً أو بالأحرى تساؤلاً هو الآتي: "هل يأخذ نصرالله لبنان إلى إيران؟" علماً أن العنوان الأقرب إلى الصحّة كان يفترض أن يكون: "هل أنجز نصرالله إحضار إيران إلى لبنان؟". والسبب أن القيادات العلمائيّة والسياسيّة والعسكريّة و"الحرسيّة" من "حرس ثوري" قالت للبنانيّين من طهران وأكثر من مرّة منذ بضع سنوات أنّها صارت موجودة وفاعلة ونافذة في العواصم العربيّة الآتية: بغداد ودمشق وبيروت واليمن، كما في قطاع غزّة. هذا فضلاً عن وجودها السياسي والأمني الفاعل في دول عدّة من العالم يقع بعضها في أميركا اللاتينيّة، وبعضها الآخر في آسيا الوسطى، وبعضها الثالث في دول كبيرة مجاورة لها أبرزها أفغانستان، وبعضها الرابع في الخليج حيث يتعايش النفوذان أو بالأحرى الوجودان الإيراني والأميركي بفعل الأمر الواقع، في انتظار تحوّله تعايشاً متّفقاً عليه أو انتصار أحد طرفيه على الآخر مستقبلاً.طبعاً لا ترمي هذه المقدّمة إلى "التمريك" على الزميلة التي أحب وأحترم بل إلى التصويب من خلال "العدد الخاص" لـ"النهار" اليوم، ولمناسبة تولّي رئيس الحكومة وزعيم "تيّار المستقبل" سعد الحريري رئاسة تحريره. كما لا ترمي إلى التبجّح ومدح الذات لأنّني الأبعد في مهنتنا الإعلاميّة عن ذلك ومنذ احترفتها قبل 45 عاماً باعتبار أنّني بدأتها قبل ذلك بسنوات قليلة. متى بدأ العصر الإيراني في لبنان؟ ومن هي الجهة الإيرانيّة التي بدأته؟ وما هي العوامل الموضوعيّة والظرفيّة التي ساعدت ليس في بدئه فحسب، بل أيضاً في تعميق جذوره ثم في نمو سنابله والتهيئة لـ"الحصاد"؟سوريا الرئيس الراحل حافظ الأسد هي التي أدخلت لبنان العصر الإيراني وإن رغماً عنها. وأنا لا استعمل هذه العبارة للإساءة والتجريح بل إقراراً بأمر واقع. فهو قبل حرب لبنان التي بدأت عام 1975 وفي أثنائها كان له دور كبير فيه. وكان طموحه أن يبقى "حديقة خلفيّة" لها من دون أن يلتحق بها طوعاً أو قسراً أو ضمّاً أو إذا تعذّر إلحاق كهذا. واعتمد من أجل تحقيق ذلك على الشيعة في لبنان ليس لتقارب مذهبي معهم كما قد يتخّل البعض أو ليس فقط لهذا السبب. بل لأن مسيحيّيه رفضوا مشروعه وقاوموه رغم إغراءاته الكثيرة لهم واستعانوا بعدوّ سوريا وعدوّ العرب وعدوّهم حتّى إسرائيل، ولأن المُسلّحين السُنّة في لبنان لم يشعروا بارتياح إلى دوره والعكس صحيح أيضاً. ولأن دروزه ما كانوا موالين له طوعاً (مقتل كمال جنبلاط). فلم يبقَ أمامه إلّا الشيعة و"حركة المحرومين" ("أمل") التي أسّسها الإمام المُغيّب موسى الصدر والتي ضمّت غالبيّتهم الساحقة. منذ ذلك اليوم بدأ العصر الشيعي يتأسّس في لبنان بعد عصر مسيحي استمرّ منذ الاستقلال حتّى انتهاء الحرب، وأعقبه عصر سُنّي قصير العمر بعد "إخراج" إسرائيل داعمه الأوّل الفلسطينيّين بل منظّمة تحريرهم ومقاتليها من لبنان عام 1982. لكن ما حصل في هذا العام خربط الحسابات اللبنانيّة للأسد الراحل. فالجمهوريّة الإسلاميّة الإيرايّة دخلت لبنان "حديقته الخلفيّة" بتأسيسها أو ربّما بمساعدتها شيعة لبنانيّين موالين لها في تأسيس حركة مقاومة للاحتلال الاسرائيلي للجنوب سُمّيت "حزب الله". أزعج ذلك الأسد الأب رغم تحالفه معها ضد عراق صدّام حسين ومشاركته إيّاها في مواقف إقليميّة ودوليّة عدّة.لكن طهران لم تأبه لذلك فاتخذ إجراءات لافهامها رفضه وانزعاجه. لكنّها لم تتراجع. واصطدم الإثنان من خلال حرب بالوكالة بين "أمل" و"حزب الله" في لبنان وتحديداً في الجنوب وبيروت وضاحيتها الجنوبيّة استمرّت سنوات وسقط فيهانحو 2500 قتيل وآلاف الجرحى. طبعاً لم يؤثّر ذلك على تحالفهما الإقليمي، الأمر الذي ساعدهما على...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم