الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

احتفاء أزليّ بإبداعاتهم... فنانو الزمن الأصيل فخر لبنان (صور وفيديو)

المصدر: "النهار"
احتفاء أزليّ بإبداعاتهم... فنانو الزمن الأصيل فخر لبنان (صور وفيديو)
احتفاء أزليّ بإبداعاتهم... فنانو الزمن الأصيل فخر لبنان (صور وفيديو)
A+ A-

يحتفي لبنان ويفتخر بعمالقة الفن الأصيل، روّاد الزمن الجميل. ولعلّ السرّ وراء دوام الخير على أرض هذا البلد يكمن في حضور مَن بقي من هؤلاء المبدعين الذين لا يزالون يغنّون الفنّ الراقي في زمن أصبحت كلمة فنان نادرة. لِمَ لا نستعيد في ذاكرتنا بعضاً من المكتبة الموسيقية التي تضمّ هؤلاء العمالقة؟

صباح فيروزي، عبارة كفيلة بتغير مزاجك وأخذك الى عالم آخر مفعم بالحب والإحساس والسعادة. فيروز أو سفيرة لبنان الى العالمية، وأسطورة لبنان الخالدة. ما تفسده الأيام تصلحه فيروز، كـ"ورقه الأصفر زهر أيلول تحت الشبابيك"، والطرق الحزينة في أغنية "أديش كان في ناس". لا شيء ولا أحد، حتى الأشخاص والاهتمام والجرح. فيروز دوّامة التبدّلات، وعَصْف المسافات المكدّسة بالقلق. كان يمكن أن نتذكّرها كلّ يوم. في الصباحات والأمسيات الطويلة. وحين يتفتّح الزهر وتمتلئ الأرض برائحة المطر، دائماً هي محض الكلّ المستحيل تقاسمه مع أجزاء أخرى، كالتعب والترقُّب والملل. هي في ذاتها الضوء والذكرى والبقايا الجميلة، مهما شاركها العالم همّ الازدحام والتخبُّط والضربات الموجعة.

فيروز شيء من الأمان، وأشياء من الضمير والبيلسان وحبّات الرمّان. تولد كلّ يوم وتنمو إلى الأبد.

وديع الصافي

عندما غنى العملاق الكبير وديع الصافي للبنان وجعله "قطعة سما"، ساهم بدفق صوته الصخري برفع مرتبة وطنه في وجدان أبنائه. صوت وكلمة ولحن حفرت جذورها في تاريخ لبنان، أغانيه أشبه بحكايات، لا يخونه صوته ولا ذاكرته، هو المتمسّك بجذور لبنانية تمتدّ لتطال النجوم.

فنان الوطن والتراث، من بلدة نيحا الشوفية الى اللبنانيين والعالم، أصبح اسمه مرادفاً لجبال لبنان وشموخها. من التأليف الى اللحن والغنى والترتيل، ومن "لبنان يا قطعة سما" مروراً بـ"الله يرضى عليك يا ابني" و"عندك بحرية يا ريّس"، و"يا ابني بلادك" "أبو الزلف" و"ويا مهاجرين رجعوا" وغيرها من الأغاني والمواويل التي طبعت الفلولكلور اللبناني. قدم بحنجرته الذهبية، أكثر 5 آلاف أغنية وحصل على 6 أوسمة استحقاق لبنانية منها وسام الأرز برتبة فارس، ليبقى دائماً صوت لبنان الذي لا يموت!

الشحرورة صباح

يصعب اختصار صباح بأسطر أو بعمل فني واحد. سيرة تلك المرأة تصلح لأن تكون مجلّدات: فنّها، تقلّباتها، صوتها، رحلتها الطويلة بين القاهرة وبيروت، السينما، الأضواء، الغدر، خيانة المقرّبين والغرباء، الأم والمرأة الزواج، وحتى الصبيّة الأبديّة. وقبل كل ذلك، يأتي التصالح المخيف مع النفس، مع الماضي وكل أسراره. "المرأة الحرّة" كما يطلقون عليها كانت تؤمن بأنَّ "مثلها مثل كل الناس" حتى ولو كانت أيقونة، فـ"أنا لستُ ملاكاً". أكثر من ذلك، مواقفها وآراؤها وزيجاتها وطلاقاتها وحتى فساتينها التي شكَّلَتْ ثروتها وثورتها، رسَمتْ لها مكانةً مختلفة، وصنعتْ منها رمزاً لإمرأة متحررّة في مجتمع ذكوري، ممنوع على نسائه التفكير حتى بالتحرّر. لا يمكنك إلّا أن تقف مشدوداً أمام جرأة، يصعُب على الفنان – أو حتى الشخص العادي - أن "يتورَّط فيها"، كي لا يخرج من تلك الصورة النمطيّة "المثاليّة" التي يوضع فيها، أو يطمح إليها.

زكي ناصيف

لا تكتمل المكتبة الموسيقية العربية إلا بألحان زكي ناصيف، الذي اشتهر بالأغنيات الراقصة والبسيطة منذ أوائل الخمسينيات، ثم بأغنيات شعبية ودبكات ميّزته في مسيرته الفنية التي برزت في مهرجانات بعلبك. نهل من تراثه الشعبي وأنتج موسيقى أصيلة. في المئوية الأولى لولادته في العام 2016، أصدرت وزارة الاتصالات، بالتعاون مع شركة "ليبان بوست" طابعاً بريدياً خاصاً به، ومغلف "اليوم الأول للاصدار" الذي تضمّن صورة قديمة ونادرة للموسيقار والملحن ناصيف يعزف على البيانو.

نصري شمس الدين

ذلك الانسان الذي عاش للفنّ ووهب عمره لخدمة ذوقنا ورهافتنا. صوت نصري شمس الدين يصدح من أعماق الروح ليصل الى مسافات بعيدة ليس أقلها، مسافة البهجة والإحساس بمعنى الأصالة والانتماء والوطن. فمن ينسى تلك البهجة الفوارة التي أحدثها صوته في سماء ايامنا وليالينا، ومن ينسى وقفته على الخشبة مع السيدة فيروز تتقاسمان العطاء والجمال والحنان وترشقان بها العالم فيصير جميلاً كالإيمان.

ملحم بركات

هو الموسيقار الشقي والثائر على الفن والسياسة والحياة بأكملها. "مطرب الضيعة" الذي انطلق في أول عمل حمل توقيع توفيق بركات وفيلمون وهبي بعنوان "الله كريم"، أتبعها بعمل آخر "يا أسمر" حمل توقيع مارون نصر. تعاون بركات مع الرحابنة وروميو لحود وشارك في أكثر من مسرحية مع الشحرورة صباح: "الفنون جنون" و"حلوي كتير". كما وقف أمام فيروز في مسرحية "فخر الدين" ومع سلوى القطريب في مسرحية "زمرد". أطلّ في برنامج "ساعة وغنية" مع الأخوين رحباني، إذ نجح في ترك الأثر الأكبر لدى المشاهدين، وشارك يومها جورجيت صايغ في أغنية ثنائية بعنوان "بلغي كل مواعيدي" فلاقت نجاحاً كبيراً وأسرت قلوب الصغار والكبار معاً. نال جوائز وأوسمة عديدة من دول ومؤسسات وجمعيات وأطلق عليه الصحافي الراحل جورج إبرهيم الخوري لقب "الموسيقار"، عندما كان يتولى رئاسة تحرير مجلة "الشبكة". "يمكن يجي نهار يبكينا المشوار"، بهذه الكلمات ودّع اللبنانيون الموسيقار الكبير ملحم بركات في مشواره الاخير، فبرحيله فقدنا مبدعاً من مبدعي الاغنية الوطنية اللبنانية باللغة المحكية، وبرحيله يرحل من تواعد على حب الوطن، وتغيب قامة فنية مشرقة في عالم الفن.

ماجدة الرومي

تعكس ماجدة الرومي وجهاً حضارياً للبنان، هي التي صدح صوتها ووقفت دوماً الى جانب الوطن الجريح في أزماته المتتالية. من لبنان الى كل العالم، وأخيراً في حفل افتتاح مهرجان "شتاء طنطورة" في مدينة العلا السياحية بالمملكة العربية #السعودية. طبعت بصوتها العميق والتراثي حكاية لبنان المجروح والثاثر، هي التي غنّت "قومي من تحت الردم كزهرة لوز في نيسان". بـ"كلمات ليست كالكلمات" صدح صوتها برغم الألم والانكسارات، تُشبه لبنان كثيراً، صوتها يُعيدك الى انسانيتك ووطنك ونفسك. غنت الحب، الفراق، الثورة والوطن... وبأغانيها وتاريخها الطويل ارتفعت الى مرتبة الكبار بمسيرتها الغنائية التي سطّرت تاريخ لبنان بنجومه.

جوليا بطرس

قصص قليلة يُمكن أن تبعث في وجدانك الفرح كفنّ جوليا بطرس! لا يختلف اثنان أنّ صاحبة "غابت شمس الحق" بأدائها وفنّها وألحان شقيقها وجهود زوجها الإنتاجية وبخاصة جماهيريتها، تحتل اليوم منزلة خاصة جداً في التاريخ الفني العربي المعاصر. وقع أغنياتها الوطنية وإيقاعها يحملان نكهة خاصة حين يُقدّمان بجرعات متتالية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم