أرشيف "النهار" - كارلوس إده على خطى أسلافه
12-02-2019 | 23:12
المصدر: أرشيف "النهار"
في غالب الاحيان يكتب تاريخ الاوطان السياسي استناداً الى مذكرات بعض السياسيين، ويؤخذ بوجهة نظر المنتصر، من هذا المنطلق اعتمد بعض المؤرخين اللبنانيين على كتاب حقائق لبنانية للرئيس بشاره الخوري، فساقوا الاتهامات الى الرئيس اميل اده وحاولوا تشويه سمعته، وغداً ربما بالكاد يكتبون ان ريمون اده كان نائباً عن بلاد جبيل. لقد كان الرئيس اميل اده صاحب شخصية فذّة، تميزت بالجرأة وبُعد النظر ونظافة الكف، ادى دوراً كبيراً في نشوء لبنان الكبير بحكم صداقته للرئيس الفرنسي ميلران، ويشهد له بأنه اول من اسند رئاسة الحكومة الى الطائفة السنية فحقق المشاركة، واول من اعتمد الاصلاح ولا سيما في التعليم الرسمي رافعاً شعار النزاهة والاستقامة لتعزيز الوحدة الوطنية والمحافظة على الكيان، اسس مع بعض الرفاق حزب الكتلة الوطنية فانتشر في مختلف المناطق وبين الطوائف واوصل الى النيابة شخصيات بارزة، مارست دوراً اساسياً في السياسة اللبنانية. بعد وفاته تابع ولداه ريمون وبيار المسيرة باعتماد سياسة ليبرالية، فمال قسم من انصار الحزب الى الشيخ بيار الجميل والرئيس كميل شمعون، اذ ان حزب الكتلة لم يكن حزباً شعبوياً او جماهيرياً اقتصرت كادراته على النخب من اصحاب المهن الحرة، فحمل صفة حزب صالونات، وانشغالات العميد ريمون اده في صراعه مع المكتب الثاني حالت دون متابعته الامور الحزبية، وربما هالته جعلته اهم من الحزب. جاءت احداث عام 75، فانتهج العميد سياسة حازمة رافضاً التسلّح والاقتتال الداخلي والتمسّك بالعيش المشترك، فتعرّض لمحاولات اغتيال، وبعض من انصاره لم يقتنع بهذا التوجه، فابتعد عنه. وكان الخطأ الاكبر الذي ارتكبه بشير الجميّل هو ضرب حزب الكتلة الذي كان امل المسيحيين، والقضاء على التعددية والتنوّع في المناطق المسيحية لتسود لغة التطرّف والمدفع ويسكت صوت التعقّل والاعتدال، وما تعانيه حالياً الطائفة الشيعية من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول