الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - عن دولة لبنان الكبير...

المصدر: أرشيف"النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - عن دولة لبنان الكبير...
أرشيف "النهار" - عن دولة لبنان الكبير...
A+ A-
صادفت الأول من ايلول الماضي الذكرى الخامسة والسبعون لإعلان دولة لبنان الكبير في العام 1920. ومنذ هذا التاريخ، عرف لبنان تقلبات وتحولات داخلية انبثقت من ابعاد تركيبته المجتمعية، ومن تفاوت نظرة عناصر هذه التركيبة الى الارتباط بالمحيط العربي. وظلت الايديولوجيات المجتمعية تشكل الخلفيات الدفينة التي تحكمت بمسيرة الوطن. ولم تزل تلك الايديولوجيات فاعلة حتى يومنا، وإن باتجاهات متقاربة. -1- لقد ولدت دولة لبنان الكبير كغيرها من الكثير من الدول المعاصرة، على انقاض امبراطوريات واسعة، بعد ان اتاح انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الأولى ومؤتمر الصلح، الفرصة امام شعوب هذه الامبراطوريات، لتقرير مصيرها. ولم تخرج المنطقة العربية من السلطنة العثمانية عن هذا الاطار. فقد تقاطعت رغبة شعوبها مع مصالح الحلفاء وبشكل خاص فرنسا وبريطانيا، لتثور على السلطنة وتنفصل عنها دولا مستقلة تحت الانتداب على رغم ما كان في هذا التقاطع من تناقضات اقليمية ودولية تجسدت في اتفاقات سرية ثلاثة: 1- محادثات الشريف حسين - مكماهون التي انتهت بالثورة العربية كتوطئة لإقامة امبراطورية عربية غير محددة الرقعة الجغرافية. 2- وعد بلفور لإقامة وطن لليهود في فلسطين. 3- ما سمي باتفاق "سايكس - بيكو" حول اقتسام المنطقة العربية من السلطنة العثمانية بين بريطانيا وفرنسا. كل هذه الاتفاقات السرية تغيرت ملامحها اذ عدّلت لا بل نقضت بعد انتصار الحلفاء في الحرب، وابان مناقشات مؤتمر الصلح وتابعه مؤتمر سان ريمو. فالجدل دار حول المستقبل السياسي لشعوب المنطقة العربية وغيرها من شعوب الامبراطوريتين الألمانية والايطالية في افريقيا، وباتجاهين متعارضين: الاول، حق تقرير هذه الشعوب مصيرها، استنادا الى المبادئ التي نادى بها الرئيس الاميركي نيلسون. والثاني، المحافظة على مصالح كل من بريطانيا وفرنسا في المنطقة العربية. فالأولى مشدودة تاريخيا الى منطقة الخليج كمحطة مهمة على طريق الهند؛ وراغبة في احكام سيطرتها على الموصل بعد بوادر اكتشاف النفط فيها؛ وكذلك هي ملتزمة بوعد قطعته لليهود في فلسطين؛ والثانية فرنسا، مرتبطة "حضاريا" ب"سوريا المقدسة" منذ العهود الصليبية. وقد غذى هذا الارتباط "ارث ثقيل" من الكتابات الرومنطيقية تضاعفت بالمصالح التجارية والطفرة الاستعمارية التي لم تجد اي مغالاة في القول ان "سوريا المقدسة" جزء من الامة الفرنسية. يضاف الى ذلك ان التنافس بين بريطانيا وفرنسا على منطقة الشرق الاوسط تحكّم الى حد بعيد بمناقشات "المسألة السورية" في مؤتمر الصلح، وحمل الوفد الاميركي على اقتراح "لجنة تحقق دولية" للوقوف على آراء السكان ومطالبهم في المنطقة، قبل ان يترك الوفد المؤتمر ويودع تقرير اللجنة الادراج الديبلوماسية، بعد ان اقتصر تشكيل هذه اللجنة على المندوبين الاميركيين كينغ وكراين. هذا، ناهيك بدور المنظمة الصهيونية في تلك المناقشات وتأثيرها على الموقف البريطاني في شكل خاص. لذلك، كان لا بد من تسوية جانبية بين بريطانيا وفرنسا لاقتسام المنطقة العربية المحتلة من الاراضي العثمانية. لقد جاءت هذه التسوية نقضا لاتفاق سايكس - بيكو اذ كانت خطوطها الرئيسة: 1- تنازل فرنسا عن منطقة الموصل لبريطانيا في مقابل الحصول على حصة (25 في المئة) من شركة النفط العراقية. 2- جعل فلسطين تحت الوصاية البريطانية توطئة لتنفيذ وعد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم