الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

صناعة الزجاج في لبنان... "يجب منعها من الانقراض"

علي عواضة
علي عواضة
صناعة الزجاج في لبنان... "يجب منعها من الانقراض"
صناعة الزجاج في لبنان... "يجب منعها من الانقراض"
A+ A-

كغيرها من المهن الحرفيّة في لبنان، تتجه صناعة الزجاج إلى الانقراض نتيجة عوامل كثيرة، أهمها غياب الدعم من قبل الدولة، وتراجع اهتمام المواطنين بصناعة أساسية لحياتنا اليومية. ولكن الصناعة المتوارثة منذ عهد الفينيقيين ستصبح من الماضي.

بضحكة وتقبّل للواقع تخبر الحرفيّة نسرين خليفة عن آخر مصنع للزجاج في لبنان، في مدينة الصرفند جنوب لبنان... الآباء، والأعمام، وأولادهم، جميعهم يعملون، يداً بيد، ليبقى المصنع على قيد الحياة، رغم صعوبة الأمر. هناك أشهر طويلة لا نعمل أبداً. نظن أن المصنع قد أغلق إلى الأبد، إلا أن طلبيات تأتي في اللحظات الأخيرة تساعدنا لنستمر.



وعن أسباب تراجع المهنة في الوطن العربي ولبنان، تؤكد خليفة "نحن لا نُشعل الفرن إلا إذا توفّرت طلبيات كبيرة أي بما يعادل 5000 دولار أو أكثر، لأن العملية مكلفة وطويلة جداً، ونحتاج إلى 2000 دولار لإشعال الفرن و3 أيام لتحمية القرميد والزجاج، وفي حال اشتعل الفرن يستمر في العمل 24 على 24، ولهذا نضطر الى تجميع الطلبات. وعن طبيعة العمل، أشارت خليفة إلى ساعات طوال يمضيها الحرفيون داخل المعمل المصنوع من الحجر القرميدي لتصل حرارته إلى درجة 1400، التي يحتاج إليها الزجاج ليصبح ليناً ومطواعاً، ويتطلّب يوماً كاملاً داخل الفرن، فإنجاز أي قطعة يتطلّب بين عشر دقائق إلى ساعة، حسب الشكل والحجم المطلوبين، وتحتاج إلى مهارة في العمل، ولكن تلك المهارة للحفاظ على المهنة الأقدم لا يأخذ أي اهتمام من أبناء القرية، ومعظم الزبائن هم من بيروت

وبضحكة ساخرة ردّت خليفة على سؤال عن غياب دعم الدولة للقطاع: "الدولة تجهل دورها، ولم تلحظ الحِرف اليدوية على خريطتها السياحية، نحن آخر الحرفيين وأقدمهم، ومع ذلك لم تقدّم الدولة الدعم".

وكشفت أن العائلة تعمل على إعادة التدوير منذ أكثر من 100 عام، فأجدادنا كانوا يعملون على إعادة تدوريها، ونحن اتّبعنا هذا التقليد، وما زلنا نتّبع الطرق التقليدية نفسها في صناعة الزجاج، ولكن إلى متى سنبقى نحافظ على تلك الصناعة العائلية؟! لست أدري...




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم