أرشيف "النهار" - حدّثني الإمام موسى الصدر قال...

رئيس النظام العربي منذ اليوم وحتى هذا التاريخ من سنة 2011 هو العقيد معمر القذافي، ملك ملوك العرب وافريقيا كما يحب ان يطلق على نفسه، وهو في المناسبة موضع مساءلة عن تغييب الامام موسى الصدر منذ 1978، مع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.انه العقيد المؤبد! مدى الحياة في كرسي الحكم وقد امضى حتى الآن ما يزيد على الاربعين عاما ولم يكتف، وآخر انجازاته ترؤس القمة العربية الـ22 في مدينة سرت والتي انتهت كما سبق للقيم العربية الاخرى ان انتهت بقرارات على الورق. واذا كان من "فضيلة" لهذه القمة فهي انها اقتربت في بعض مناقشاتها من الكلام الصريح عن حال العجز العربي اكثر من قمم عربية سابقة، اذ لم يعد مقبولا على الاطلاق تجميل فشل ما يطلق عليه العمل العربي المشترك. واذا كان من "انجاز" يُحسب للعقيد القذافي فهو قوله في القمة ان الحكام العرب هم في حال لا يُحسدون عليها، وهو بالتأكيد كان يشمل نفسه بهذا التوصيف. كذلك خرج خطاب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن التقليد المعتاد عندما شخص حال العجز العربية المتمثلة في الاحباط لدى الشعوب العربية على اختلافها، وبلغ حد المطالبة بتغيير الاساليب التي اعتُمدت حتى الآن، اذا ما اريد للعرب الالتحاق بركب التقدم قبل فوات الاوان وقبل السقوط الاخير والكبير في الهاوية السحيقة.ومن مفارقات قمة سرت انه يجب توجيه الشكر الى النجم التركي رجب طيب اردوغان على خطابه "الناري" الذي اتهم فيه اسرائيل بالجنون بإعلانها مدينة القدس عاصمتها الابدية!وعبر هذه القمة علمنا ان ثمن صمود مدينة القدس والمقدسيين قدر بـ500 مليون دولار لا يُعرف ما اذا كانت ستصل الى اصحابها الشرعيين الصامدين في وجه الاحتلال الاسرائيلي البغيض.ويقترح الامين العام للجامعة عمرو موسى انشاء امانة عامة للاشراف على انفاق هذا المبلغ ليتضح في بداية المطاف او في نهايته ان الاموال تستهلك في الاجراءات الادارية قبل ان تقدم اي اسهام فعلي في عملية الصمود، بينما تمضي اسرائيل في عمليات تهويد المدينة المقدسة دون اي رادع او وازع.واذا ما تركنا الهموم العربية، وما اكثرها،...