كانت تحلّق كفراشة حين كسرت جناحيها... اللبنانية لارين سقطت في المدرسة بأميركا وماتت

كالفراشة كانت تتنقل في ملعب المدرسة قبل أن تسقط أرضاً، وتدخل في غيبوبة لتعلن يوم السبت الماضي وفاتها على سرير المستشفى في ولاية ميشيغين الاميركية... هي الطفلة لارين أحمد، ابنة السبع سنوات التي تكسرت اجنحتها وهي في بداية تحليقها في الحياة.

رحيل الفراشة

ابنة بلدة عين التينة البقاعية صدمت الجميع برحيلها السريع. ووفق ما قاله قريبها نائب رئيس البلدية ابرهيم احمد لـ"النهار"، فقد "حلّت الكارثة قبل نحو عشرة أيام، كانت لارين في المدرسة، وقعت أرضاً، غابت عن وعيها، نقلت الى المستشفى، كان دماغها متوقفاً عن العمل. حاول الأطباء كلّ ما في وسعهم لإنقاذها. لكن يا للأسف، انتهى كل شيء بإعلانهم لفظها أنفاسها، لنخسر فتاة صغيرة عُرفت بذكائها وروحها الجميلة. حلّقت فراشتنا الى البعيد تاركة كلّ مَن عرفها في ألم وحسرة على غيابها السريع".

عروسة ميشيغين والبقاع

أحد افراد الجالية اللبنانية في ميشيغن أنور الأمين قال لـ"النهار": "بعد وقوع لارين، نقلت الى المستشفى حيث تابع وضعها أربعة أطباء. تم الكشف عن إصابتها بورم في الرأس، لكن حالتها كانت متقدّمة، في حين لم تكن تظهر عليها أي عوارض في السابق". وأضاف: "دخلت في غيبوبة في موت دماغي، عاشت على الآلات طوال الوقت في المستشفى، لتُصاب بعدها الجالية اللبنانية بصدمة منذ انتشار خبر موت عروسة ميشيغين والبقاع".

يصل جثمان لارين إلى مطار بيروت اليوم، حيث ستوارى في الثرى، وتلتحف تراب وطنها، وبالتحديد بلدتها نهار الخميس المقبل. ستعود الفراشة الى وطنها من دون أن تتمكّن من التحليق فيه، بعدما حلّقت روحها الى البعيد. ولفت أحمد إلى أنّ "كل ما نتمنّاه هو أن يلهم الله أهلها الصبر والسلوان، فمصابهم كبير".

مآسٍ متكرّرة

هي خسارة جديدة للبنانيين في بلاد الاغتراب. فهم لم ينسوا بعد فاجعة خسارة عائلة بأكملها في ولاية ميشيغن، كذلك حيث تسبّب سائقٌ مخمور بمقتل عائلة من 5 أفراد من مدينة بنت جبيل في الجنوب، هم المحامي عصام علي حبيب عباس وزوجته الدكتورة ريما عباس وأطفالهما الثلاثة: علي، إيزابيلا وانجي، أثناء عودتهم من عطلة رأس السنة في ولاية فلوريدا إلى مكان إقامتهم في مدينة ديربورن، حتى حلّت فاجعة جديدة عليهم، وغيرها الكثير من المآسي التي حصلت منذ بداية العام الحالي.