الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مسرحيّون لبنانيون بوجودهم لن يندثر المسرح ولن يزول

المصدر: "النهار"
A+ A-

رغم معاناة المسرح اللبناني، إلا أنّ للمبادرات الفردية وإرادة روّاده الدور الأبرز في استمراره ونهوضه ورفضه الاندثار والزوال. قامات لبنانية تحتاج مئات الصفحات لإيفائها حقّها والإعراب عن الوفاء لها، نختار منها خمساً، من دون ترتيب، كنوع من المرور السريع على جهدها وأثرها في بقاء المسرح اللبناني بمستواه اللائق رغم كلّ الظروف والأحوال. 

ريمون جبارة: "صانع الأحلام"

من روّاد المسرح، سخريته لاذعة، ضميره عظيم. ولد في قرنة شهوان عام 1935. درّس في معهد الفنون، ورئيس مجلس إدارة التلفزيون سابقاً.

أهم أعماله: 1960 كريون في "انتيغونا" مع منير أبو دبس. 1962 راسكلنيكوف في "جريمة وعقاب" مع منير أبو دبس. ريتشارد الثالث (شكسبير) مع انطوان ملتقى. "وصية كلب" (لطيفة ملتقى). "لعبة الختيار" مع برج فازليان. "الزنزلخت" مع برج فازليان، تأليف وإخراج لتمت دسدمونا (1970). "تحت رعاية زكور" (1972) مهرجانات شيراز – ايران. "شربل" (1977). "زرادشت صار كلبا" (1978). "محاكمة يسوع" (1980). قندلفت يصعد الى السماء (1981). "ذكر النحل" (1982). "صانع الأحلام" (1985). 

في إحدى مقابلاته مع "النهار"، سُئل: هل تبحث عن حقيقة ما في المسرح؟ هل وجدتها واعليتها في المكان؟ وهل تعتبر انك قلت كل ما تريده في المسرح؟

فأجاب: أنا في المسرح أطرح همومي. أغني وجعي كالبدوي القديم في الصحراء. ووجعي هذا قد يلتقي مع وجع الآخرين ويحدث التواصل. وجوابي عن الشق الثاني أنّني لا اعتبر أنّني قلت كلّ ما أريده في المسرح. قلتُ أشياء، حالات، وإذا اعطانا الله العمر أكمل خطواتي وكلامي. أشعر بالظمأ أكثر مما أشعر بالارتواء.

إن مات فهو لا يموت. هذا الكلام أكثر ما ينطبق على الكاتب والفنان المسرحي الكبير ريمون جبارة ساعة رحيله عن ثمانين عاماً في مستشفى بحنّس بعد معاناة مع المرض، فهو الذي صنع لنا أحلاماً لا تندثر مع صياح الديك ولا مع طلوع الفجر، وإن أحبطتها دماء القتل والهمجية والفجيعة.

نضال الأشقر: المدينة بلا مسرحها، فراغ

فنانة مسرحية لبنانية لعبت في الستينات والسبعينات دوراً أساسياً في تحريك الفن المسرحي اللبناني والعربي، محاولة تحديثه وتجديد تعابيره ولغته وأدواته. أسست مع مجموعة من الفنانين اللبنانيين "محترف بيروت للمسرح"، ومع فنانين عرب أسست فرقة "الممثلون العرب" التي جالت في عروضها مختلف البلاد العربية والأوروبية.

كرّست حياتها لمسرح المدينة الذي أطلقته في العام 1996، واعتبره منارة أساسية لبيروت. منارة نور ومعرفة وفنّ وخلق وإبداع. 

في لقاء معها، قالت لـ"النهار": "منذ صغري وأنا أحلم أن يكون لي مسرح في مدينة بيروت. بدأت مُحاولاتي في الثمانينات من القرن الماضي. أيام الحَرب. بَقيت الحروب الضارية مُندلعة في كل مكان ولم يَتسنّ لي أن أفتح المسرح أو حتى أن أجد مسرحا قبل عام 1993". وفي عدد #الكل_في_جريدة تساءلت: كيف يعود المسرح ليلعب دوراً ديموقراطيّاً فعّالاً؟ هل يمكن في مجتمعاتنا العربية اليوم، أن ينمو المسرح ويقوم بدوره الرائد ويَعمم في متحداتنا القمعية التي لا تتحمل تعبيرا ًحرا ًتغييرياً؟ هل يمكن أن نجد شخصا ًمسؤولا ًيهتمُ بالسياسة والمسرح ويدرك أهميته؟ كيف للمسرح أن يؤدي دوره في مجتمع طائفي مِلليّ؟

من أقوالها: "المسرح فنّ يعيد الإنسان الى روحه وجذوره ووجدانه، ويربطه ربطاً سحرياً بأرضه ولغته وتاريخه ومستقبله. وهو في تكوينه يرفض كلّ ما يفرّق، ويجمع تحت سقفٍ واحدٍ جمهوراً متعدّد الانتماء، ويحرّض على الحوار المثمر والفعل والتفاعل، لا على الانفعال فقط".

- "فلنتخيل أن المدينة بلا مسرحها، ذلك سيترك الكثير من الفراغ. تعلقي بهذه المدينة لا ينتهي".

روجيه عساف: المسرح هو بالضرورة فنّ حيّ 

مخرج وممثل مسرحي لبناني. من رواد المسرح الطليعي العربي الواقعي الذي لا يخاف الغوص في مختلف أساليب التجريب والتعبير المسرحي. نال جوائز عدّة منها: جائزة "الأسد الذهبي" في بينالي البندقيّة- فينيسيا للمسرح لعام 2008 لمجمل مسيرته المسرحية.

من الفنانيين الذين يشدّدون على ضرورة التواصل بين الفنانين العرب في شكل عام على الرغم من التجزئة والحدود الملعونة، معتبراً أنّ النشاط المسرحي قد يكون تجربة لنجسّد أحلامنا للمجتمع اللبناني. دائم العودة إلى المسرح اليوناني ومسرح شكسبير، يتعمّق فيهما فيكتشف أموراً لا يعرفها إلا من خلال تجربة جديدة. 

من أقواله: إنّ المسرح هو بالضرورة فنّ حيّ حاضر وملتصق بالإدراك الفوري للعالم، وإلاّ فإنّه سيصبح مهجوراً.

في "الكل في جريدة"، كتب: "الشباب! معظمهم مخيّبون ممّا أورثوا، يعانون عدم ثبات شروط العمل، ينصبون مسرحهم خلسةً في الفسح التي يختلقونها أو يمنحهم إيّاها القدامى بشكل مقتّر. ويبدو لي أنّ تعبيراتهم المنثورة والمبعثرة تحتوي على رغبات حيوية (ولو متناقضة أو غير حاذقة) ترجو الاعتراف والمقابلة وتستوجب مواجهة صريحة مع اندحار المؤسسة الثقافية". 

لينا أبيض: الجريئة 

مُخرجة مسرحية ومعلّمة مسرح في "LAU". مسرحيات عدّة أقامتها على مسرح هذه الجامعة، والعطاء مستمر. في عدد "الكل في جريدة"، كتبت عن "وصفولي الصبر"، عنوان مسرحيتها التي كسرت "التابو" حول السرطان. جريئة، حرّة، شجاعة. وضعت عيونها في عينيه. أرادت أن تكون المسرحية مشروع حياة، عبر دعوة النساء إلى التحلّي بالجرأة، والتحرّر من الضغوط، أياً تكن. 

تصفها جمانة حداد صاحبة كتاب "قفص" الذي أخرجت نصّه مسرحياً لينا أبيض، بأنّها "مدرسةٌ، وأكثر: مدرسةٌ في الإخراج وإدارة الممثلين طبعاً، لكنها أيضاً مدرسة في الرؤية، والفكر، والعطاء، والشغف، والعيش، والمعاملة، والإنسانية أيضاً وخصوصاً". 

جورج خباز: فخر الفنّ الراقي

ممثل، مؤلف، ملحّن، مخرج ومنتج لبناني، من مواليد 5 تشرين الثاني 1976، البترون. والده الممثل اللبنانيّ جورج خبّاز الأب، مثّل في مسرحيات عدة مثل "سهرية"، وبرامج تلفزيونية عدّة، منها "البؤساء"، "رصيف باريسيانا"، "شباب 73"، وفي بعض الحلقات مع "أبو ملحم". وأمّه الممثلة اللبنانية أوديت عطيّة، مثّلت أيضاً في مسرحيات عدة. كذلك خاله غسّان عطيّه، بالإضافة إلى المسلسلات التي مثّل فيها، شارك ابن اخته في بعض الأعمال المسرحية والتلفزيونية.

اليوم، مسرح جورج خباز من أكثر المسارح اللبنانية شعبية، يقدّم عروضاً بشكل متواصل، تناسب العائلة، هادفة، ذكية، لاذعة. فنان شاب، جاد بعمله، يلاحق التفاصيل، هو فخر للفنّ الراقي.

إلى الأسماء الخمسة المذكورة، والأخرى التي لم تُذكر، وهي كثيرة، تحية. المسرح اللبناني مستمرّ بكم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم