الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"فرصة لبنان الأخيرة" هل يسمح لها "حزب الله" بالنجاح؟

المصدر: "النهار"
فيصل عباس ــ رئيس تحرير عرب نيوز
"فرصة لبنان الأخيرة" هل يسمح لها "حزب الله" بالنجاح؟
"فرصة لبنان الأخيرة" هل يسمح لها "حزب الله" بالنجاح؟
A+ A-

موجة التخبّط التي يعيشها المشهد السياسي العالمي، انعكست سلباً على أبرز المؤتمرات والمحافل الدولية. فعلى الرغم من بعض الاستثناءات، لم يكن هناك أي توافق بين معظم قادة العالم في الاجتماع الأخير لمجموعة العشرين في الأرجنتين. أما دافوس فكان منتداها هذا العام شبه مهجور: حيث أدى إغلاق الحكومة في الولايات المتحدة إلى إلغاء الرئيس ترامب مشاركته، وأبقت تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) رئيسة الوزراء تيريزا ماي مشغولة بمواجهة خصومها، فيما اضطر الرئيس الفرنسي ماكرون إلى البقاء في باريس والتعامل مع السترات الصفراء. ولم يحضر الرئيس بوتين ولا الرئيس أردوغان. كما ألغى رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مشاركته، وكذلك فعل معظم القادة العرب الذين تمت دعوتهم.

وما تشير إليه هذه الحالة من البهتان وعدم التوافق، هي أنه بات علينا التعامل مع مشاكل إضافية، بالإضافة الى تلك التي تؤثر على رفاهيتنا مثل الحروب والفقر والبطالة والأمراض؛ حيث هناك افتقار خطير للقيادة وطفرة في السياسات ذات الأفق الضيق، وقد لا يوجد تجسيد أفضل لهذا من الفيديو سيئ السمعة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وهي تصفق بسخرية أثناء خطاب الرئيس ترامب حول حالة الاتحاد.

بالطبع، قد يروق هذا الأفق الضيق وتلك السخافات لعامة الناس، ويكسب السياسيون أصواتاً انتخابية بسببها، وقد تعطي نوعاً من الرضا الفوري ... إلا أن هذا الرضا حتماً سيكون قصير الأجل.

لنأخذ (بريكسيت) على سبيل المثال. في حين أن أولئك الذين صوّتوا لصالح "مغادرة" بريطانيا للاتحاد الأوروبي، احتفلوا بفوزهم في عام 2016 على طريقة مثيري الشغب في كرة القدم - تواجه المملكة المتحدة حالة من عدم اليقين على مستوى غير مسبوق.

ومع اقتراب الاقتصاد من حالة جمود تام، وتفكير الشركات والبنوك والمؤسسات المالية في الانتقال (مع ودائعها وأموالها الضريبية ووظائفها)، فإن واحدة من الأشياء القليلة التي تشهد ارتفاعًا، وفقًا لصحيفة الاندبندنت البريطانية، هي وصفات مضادات الاكتئاب في المملكة المتحدة.

لذلك أعتقد أن إحدى أهم الجلسات التي تمت في القمة العالمية للحكومات، المنعقدة حالياً في دبي، كانت "الرفاه: ما بعد الناتج المحلي الإجمالي"، والنتيجة التي خرجت بها تلك الجلسة هي أنه يجب اتخاذ خطوات عملية لتضمين الرفاه في صنع السياسات.

كما كان الخطاب الذي ألقته كريستين لاغارد، رئيسة صندوق النقد الدولى، في القمة العالمية للحكومات مليئًا بأفكار مفيدة - وتحذيرات لما قد يحدث إذا لم يتحقق ما وصفته بـ "التصميم السياسي من أجل الصالح العام"، نيابةً عن صناع القرار العالميين.

وإذا وضعنا جانباً التوترات الجغرافية-السياسية الإقليمية الخاصة بنا، تحدثت لاغارد عن أربع غيوم تؤثر على الاقتصاد العالمي: التوترات التجارية، والتضييق المالي، وعدم اليقين في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتباطؤ غير المتوقع في الصين.

وحذرت لاغارد من أنه "مع وجود كل هذه الغيوم، فإن الأمر يتطلب صاعقة واحدة فقط لبدء عاصفة".

مباشرة بعد لاغارد، كان دور رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري على المسرح. وقد أتى الحريري مِن صراع مع تحديات داخلية - وبالتحديد حزب الله المدعوم إيرانياً - منعته من تشكيل حكومة لمدة تسعة أشهر كان الحزب خلالها يسعى لتأمين مصالحه (التي لم تكن بالضرورة متوافقة مع مصالح لبنان).

ومع ذلك، كانت ملاحظات الحريري مليئة بالتطمينات. فقد ادعى أن جميع الأحزاب السياسية في لبنان تدرك أن هذه هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ الاقتصاد. وبطريقة ما، ألمح إلى أن جميع الأحزاب السياسية اللبنانية توصلت أخيراً إلى قرار بامتلاك ذلك "التصميم السياسي من أجل الصالح العام" ، الذي تحدثت عنه لاغارد.

وبالطبع، يقود الحريري من خلال كونه قدوة: حيث لم يوافق الحريري على العمل مع الحزب المتهم باغتيال والده رفيق الحريري في عام 2005 وحسب، لكنه وافق على أن يثق به أيضاً.

كما تعهد #الحريري بسلسلة من الإصلاحات الجادة وعدد من المشاريع الكبرى لإعادة تفعيل قطاعات بلاده المختلفة كالزراعة والسياحة. هذه، بالطبع، أخبار ممتازة، لكن السؤال هو: هل سيستمع حزب الله في النهاية إلى الحريري، وهل يفهم لغة لاغارد؟ نتمنى ذلك حقاً!


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم