الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

فنزويلا تكشف الفوضى في السياسة الخارجيّة للاتّحاد الأوروبي

المصدر: "بوليتيكو"
"النهار"
A+ A-

أين التناقض؟

ردّاً على سؤال بشأن #فنزويلا خلال مؤتمر مع قادة من الجامعة العربيّة، قالت موغيريني: "لم يعترف الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء مطلقاً بالانتخابات الرئاسيّة التي أجريت السنة الماضية على أنّها شرعيّة". وأضافت: "لم نشارك، أي أحد منّا، في حفل تنصيب #مادورو في العاشر من كانون الثاني ونحن نعترف بالجمعيّة الوطنيّة على أنّها المؤسّسة الشرعيّة في البلاد ونعترف بدور رئيسها. هذا واضح. هذا موقف مشترك".



لكن بعدها، شرحت أنّه لم يكن من صلاحية الاتّحاد الأوروبي الاعتراف بالدول أو بمؤسّساتها. "فيما يتعلّق بالاعتراف إمّا بالدول أو بمؤسّساتها ... ليس من ضمن صلاحيّات الاتّحاد الأوروبّي الاعتراف بالدول أو بالمؤسّسات داخل الدول. لدينا موقف موحّد حول هذا. إنّه من صلاحيّات وامتيازات الدول الأعضاء (في الاتّحاد)، لذلك، ترون في هذه الساعات دولاً أعضاء تستخدم هذه الامتيازات الوطنيّة وتعلن اعترافها بالدور المؤسَّسيّ لرئيس الجمعيّة الوطنيّة في فنزويلا. يقع هذا ضمن الامتيازات الوطنيّة لا ضمن امتيازات الاتّحاد الأوروبّي".


كيف استغلّت روسيا الضياع الأوروبي؟

لم تكن فنزويلا النقطة الإشكاليّة الوحيدة في السياسة الخارجيّة للاتّحاد الأوروبي الذي عانى طويلاً بسبب حاجته إلى الإجماع في إصدار البيانات والقرارات. يوم الاثنين، قامت دول في الاتّحاد لا تنتمي إلى حلف شمال الأطلسيّ "ناتو"، بما فيها قبرص، بمنع صدور بيان عن سقوط معاهدة القوى النوويّة المتوسّطة المدى، لأنّه كما بدا كان قاسياً جدّاً على روسيا. من ناحية أخرى، منعت المجر وبولندا مقترحات حول عقد قمّة مرتقبة بين الاتّحاد والجامعة العربيّة بسبب خلاف حول بند متعلّق بالهجرة. لكنّ الفوضى حول فنزويلا كانت الأكثر إلحاحاً ووضوحاً.

لقد سمحت لروسيا، الحليف القوي والحازم لمادورو، بأن تؤنّب بروكسل والعواصم الأوروبية على رسائلها المتذبذبة وبأن تشكّك في قدرة الاتّحاد على تأدية دور ك "مجموعة اتصال" دوليّة هادفة إلى حلّ هذه الأزمة.

وقال وزير الخارجيّة الروسي سيرغي #لافروف من موسكو إنّ "جميع مبادرات الوساطة يجب أن تكون غير منحازة وأن يكون شكلها المستقبليّ متوازناً". وأضاف: "نحن مقتنعون بأنّ هدفها الوحيد يجب أن يخلق الظروف التي ستحثّ الأطراف الفنزويليّة على التوصّل إلى اتّفاق. إذا كانت مبادرات الوساطة مصممّة أساساً لمنع هكذا محادثات، فإنّ شكل الوساطة بالكاد سيكون مفيداً أو مرحّباً به".



تابع لافروف: "أنا أشير إلى المسألة التي نرغب بتحليلها خلال اتّصالاتنا مع الاتّحاد الأوروبي. على وجه التحديد، هي تتعلّق بمبادرة إنشاء مجموعة اتّصال للوساطة، بالتوازي مع بعض الدول التي، بما فيها تلك المؤثّرة ضمن الاتّحاد الأوروبي، تفرض إنذاراً نهائيّاً على الحكومة الفنزويليّة. نودّ أن نفهم في أقرب وقت ممكن من الذي يتحدّث وعمّا يتحدّث".


مكمن الاتفاق

خلال ملاحظاتها، شدّدت موغيريني على النقطة التي تتّفق حولها كلّ دول الاتّحاد وهي وجوب أن يكون هنالك "حل ديموقراطيّ وسلميّ للأزمة في فنزويلا". لقد دعا الاتّحاد الأوروبي إلى إجراء انتخابات جديدة، لكن لم ترد إلّا دول قليلة اعتبار يوم الأحد الماضي مهلةً نهائيّة لمادورو كي يلتزم بهذا الطلب. وفي جميع الأحوال، هو تجاهل هذه المهلة، الأمر الذي دفع دولاً أوروبية عدّة إلى إصدار بيانات ملزمة تدين مادورو وتعترف بغوايدو.



أصدر وزير الخارجيّة البريطانيّ جيريمي هانت بياناً ذكر أنّ "المملكة المتّحدة تعترف اليوم بخوان #غوايدو رئيساً دستورياً موقتاً لفنزويلا، إلى حين التمكّن من إجراء انتخابات رئاسيّة ذات صدقيّة". وأضاف: "عانى شعب فنزويلا بما فيه الكفاية. حان الوقت، لبداية جديدة، مع انتخابات حرّة ونزيهة وفقاً للمعايير الديموقراطيّة الدوليّة. إنّ قمع النظام النهّاب وغير الشرعيّ لنظام مادورو يجب أن ينتهي".

من جهتها، أعلنت المستشارة الألمانيّة أنيجلا #ميركل اعتراف بلادها بغوايدو حين كانت تجري زيارة إلى طوكيو، فيما تحدّث وزير خارجيّتها هايكو ماس لاحقاً عن تقديم بعض المساعدات الإنسانيّة، قائلاً: "نبقى قلقين حول الشعب في فنزويلا الذي يعاني كنتيجة للنقص الحاد (في المواد الغذائيّة والطبّيّة). ستؤمّن ألمانيا تمويلاً بخمسة ملايين أورو كمساعدة إنسانيّة لفنزويلا حالما تسمح الظروف السياسيّة في البلاد بذلك".


ملفّ آخر اتّفق الأوروبيون حوله؟

يضاف إلى غياب التناسق الصادر عن بروكسل، قيام البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي بالاعتراف بغوايدو متبنّياً، ب 439 صوتاً مقابل رفض 104 وامتناع 88 صوتاً، قراراً أعرب عن "دعم كامل للجمعيّة الوطنيّة، الهيئة الديموقراطيّة الشرعيّة الوحيدة، التي تحتاج سلطاتها للاستعادة والاحترام، بما فيها حقوق وسلامة أعضائها". ويقول مسؤولون في الاتّحاد إنّه يتمّ دراسة فرض المزيد من العقوبات الاقتصاديّة لكنّهم يريدون ألّا تتأثّر أصول البلاد وسط الفوضى.

بالنسبة إلى صنّاع السياسة الخارجيّة في بروكسل، كانت هنالك نقطة مشعّة وحيدة يوم الاثنين: وافقت الدول الأوروبية أخيراً على مجموعة من الخلاصات المشتركة حول إيران عرقلت صدورها سابقاً خلافات داخليّة بما فيها غضب إسبانيا لأنّه تمّ استثناؤها من المحادثات الديبلوماسيّة حول #إيران و #اليمن.


حل محتمل

يضيف المراسل أنّ المعاناة على طريق تبنّي بيانات مشتركة حول فنزويلا، معاهدة القوى النوويّة المتوسّطة المدى والجامعة العربية، ستطلق على الأرجح دعوات متجدّدة للاتّحاد الأوروبّي من أجل استخدام بند في المعاهدة يسمح باتّخاذ بعض القرارات الخارجيّة عبر أغلبيّة مؤهّلة، من دون الحاجة إلى إجماع من قبل كلّ الدول الأعضاء.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم