الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الفشل الرئيسي للثورة الإيرانية في أربعينيّتِها: التقدم الحضاري هو القضية لا الهوية الدينية ولا الوطنية

جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
الفشل الرئيسي للثورة الإيرانية في أربعينيّتِها: التقدم الحضاري هو القضية لا الهوية الدينية ولا الوطنية
الفشل الرئيسي للثورة الإيرانية في أربعينيّتِها: التقدم الحضاري هو القضية لا الهوية الدينية ولا الوطنية
A+ A-
في الذكرى الأربعين لقيام الثورة الإيرانية، ما يشغلني كمواطن عربي، وتعبير مواطن عربي ليس مجرد اختيار هنا بل صفة تناسب حجم الموضوع وتجمع دون أن تلغي الهوية الوطنية للبلد، لبنان الذي أنتمي إليه، في هذه الذكرى ما يشغلني هو هل ستنتهي هذه الثورة والسلطة والمؤسسات التي نتجت عنها بسبب حجم التفوق الحضاري الغربي المتزايد والممثَّل دون شك بإسرائيل إلى نهاية فجائعية وفجائية جديدة في مسلسل الهزائم الذي لحق بمدارس الصراع العربي الإسرائيلي من جيل نكبة 1948 إلى جيل الهزيمة الناصرية إلى جيل الخيبة الفتحاوية الفصائلية، وحملت كل هزيمة معها صدمة عميقة للرهانات التي أطلقتها هذه المدارس؟ أم سيقدم الإيرانيون نمطا مختلفا لم نتعوّد عليه؟ كل من هذه المدارس العربية قدّمت نمطها الخاص لكن نهاياتها كانت فاشلة... فماذا عن "نهاية" المدرسة الإيرانية؟ هل ستتكرر النتائج الفاجعة؟الأسئلة هنا ولو كانت أسئلة إلا أنها تبدأ بصيغة متشائمة ولا يمكن أن تكون إلا متشائمة: حجم التفوق الحضاري الغربي حاسم، بالمعنى الشامل للكلمة، هذا ما ظهر في سقوط الاتحاد السوفياتي، كحالة تآكل داخلي، وهذا ما حصل قبل ذلك في انسداد آفاق كل مشاريع الإصلاح العثماني منذ القرن التاسع عشر حتى الهزيمة العسكرية في الحرب العالمية الأولى. في لبنان هناك استثمار سياسي ناجح لا شك من منظور المصالح الجيوسياسية والأيديولوجية للنظام الإيراني هو حزب الله، ولقد نجحت إيران عبر إدارة متعددة المستويات أن تقيم حتى الآن توازنا واقعيا مع إسرائيل مع انعطافة نوعية في دور في الحرب الأهلية السورية أدت إلى دعم إبعاد التيارات التكفيرية السنية عن المناطق الحدودية مع لبنان أو معظمها وكذلك إلى المساهمة تحت القيادة العسكرية الاستراتيجية الروسية ووراء الجيش السوري النظامي وبالتعاون مع مليشيات عراقية وآسيوية شيعية في توسيع رقعة سيطرة النظام السوري على المنطقة السكنية الإدارية الساحلية والداخلية الأهم على الخارطة السورية والممتدة بين مثلث حلب - اللاذقية - دمشق وريفها.إلى أي مدى هذه الحالة ثابتة وحقيقية، وأتمنى ذلك، أم سنستفيق مرة أخرى على مفاجأة انتصار عسكري إسرائيلي ينهي هذه الحالة كما فعل بنا عبد الناصر عام 1967؟ تاريخنا المعاصر علّمنا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم