الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الهجوم الأخير على "داعش": قوّات سوريا الديموقراطيّة تستعدّ شرقاً

المصدر: "أ ف ب"
الهجوم الأخير على "داعش": قوّات سوريا الديموقراطيّة تستعدّ شرقاً
الهجوم الأخير على "داعش": قوّات سوريا الديموقراطيّة تستعدّ شرقاً
A+ A-

تستعد #قوات_سوريا_الديموقراطية في شرق #سوريا لاطلاق هجومها ضد تنظيم "#الدولة_الاسلامية" المحاصر حالياً في منطقة تعادل أقل من واحد في المئة من مساحة "الخلافة" التي أعلنها قبل سنوات.

ومني التنظيم الذي أعلن عام 2014 إقامة "الخلافة الاسلامية" على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور، تقدر بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين. وبات وجوده حالياً يقتصر على مناطق صحراوية حدودية بين البلدين.

وتمكنت هذه القوات، فصائل كردية وعربية تدعمها واشنطن، إثر هجوم بدأته في أيلول، من التقدم داخل الجيب الأخير للتنظيم. وباتت تحاصره ضمن أربعة كيلومترات مربعة قرب الحدود العراقية.

وقال متحدث باسمها في ريف دير الزور الشرقي لـ"فرانس برس" إنّ الجبهة "لم تشهد أي تقدم أو تغيير كبير في الأيام الخمسة الأخيرة"، مع وقف العمليات الميدانية، استعداداً للمرحلة الأخيرة من الهجوم.

ووفقا للمرصد السوري لحقوق الانسان، تشهد خطوط الجبهة بين الطرفين هدوءاً يعكره قصف مدفعي وجوي متقطع يستهدف مواقع التنظيم.

وتوقع قيادي في قوات سوريا الديموقراطية، في تصريحات لـ"فرانس برس" قبل أيام، أن "تبدأ عملية التقدم الأخير قريباً بعد إتمام التحضيرات اللازمة لها". وأشار الى أنه "من المتوقع أن تنتهي السيطرة الجغرافية لداعش في المنطقة خلال ثلاثة إلى أربعة أيام، لنتخلص من مقاتليه من الناحية الجغرافية، بينما تحتاج عملية التمشيط والتخلّص من الفلول والألغام وقتاً أطول".

وفي مؤتمر صحافي في باريس الخميس، قال المتحدث باسم هيئة الأركان الفرنسية باتريك شتايغر إن قوات سوريا الديموقراطية أوقفت، قبل بضعة أيام، عملياتها القتالية "من أجل اعادة تنظيم صفوفها وتعزيز مواقعها".

وجاءت تصريحات شتايغر غداة اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب توقعاته باستعادة المناطق التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم المتطرف خلال أسبوع.

ووفقا للتحالف الدولي الداعم للهجوم ضد الجيب الأخير للتنظيم في شرق سوريا، تمكنت قوات سوريا الديموقراطية من "تحرر قرابة 99,5 في المئة من الأراضي الخاضعة لسيطرة داعش" في سوريا.

وقال نائب القائد العام للشؤون الإستراتيجية والمعلوماتية في التحالف كريستوفر كيكا، الخميس: "نستمر في الضغط على المتبقين من إرهابيي داعش... لمحاصرتهم في رقعة صغرة تعادل حالاً أقل من واحد في المئة من مساحة الخلافة الأصلية".

ويحاول مقاتلو التنظيم، وفقا لكيكا، "الفرار من خلال الاختباء بين النساء والأطفال الأبرياء الذين يحاولون الفرار من القتال". لكنه شدد على أن "هذه التكتيكات لن تنجح".

وكان مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية قالوا لـ"فرانس برس" السبت إنهم أوقفوا عملياتهم البرية، خشية استهداف المدنيين الذين يستخدمهم التنظيم كدروع بشرية.

ووفقا للمرصد السوري، لا تزال مئات العائلات موجودة في كنف التنظيم. وتعيش ظروفاً بائسة من جراء نقص المواد الغذائية والأدوية.

"يصلون إلينا عظماً وجلداً"

ودفعت العمليات العسكرية، على ما افاد، أكثر من 37 ألف شخص الى الخروج من آخر مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع كانون الأول، وغالبيتهم نساء وأطفال من عائلات الجهاديين، بينهم نحو 3400 عنصر من التنظيم.

في مخيم الهول شمالاً، حيث يُنقل الخارجون من مناطق التنظيم، تستقبل الطواقم الطبية أطفالاً يعانون حالات سوء تغذية، وبعضها حاد.

وفي عيادة للهلال الأحمر الكردي داخل المخيم، قال طبيب الأطفال عنتر سنّو (48 عاما) لـ"فرانس برس": "يصلون إلينا عظماً وجلداً"، في إشارة الى بنيتهم الهزيلة.

وقال مسعفون في المنظمة لـ"فرانس برس" إنهم نقلوا عشرات حالات سوء التغذية الحاد من مخيم الهول إلى مستشفى في مدينة الحسكة للعلاج خلال الأسابيع الأخيرة، بينهم 29 يخضعون راهناً للعلاج.

وغالباً ما تكون رحلة الخروج من مناطق التنظيم محفوفة بالمخاطر. وتخشى قوات سوريا الديموقراطية من تسلل جهاديين في صفوفهم.

وتعمل في مركز مخصص للفرز قرب خط الجبهة، على التدقيق في هويات الخارجين، وأخذ بصماتهم. وينقل المشتبه في انتمائهم الى التنظيم إلى مراكز تحقيق خاصة. وتعتقل مئات الجهاديين الأجانب.

ويشكل وجود هؤلاء معضلة للإدارة الذاتية التي تطالب بلدانهم باستعادتهم لمحاكمتهم لديها، بينما تبدي دولهم تحفظاً إزاء هذا الملف.

وقال بدران جيا كردي، وهو مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الذاتية، لـ"فرانس برس"، إن "اي تقدم في المفاوضات لم يحصل" مع الدول المعنية.

وتدرس فرنسا التي كانت تعارض استعادة الجهاديين خيارات عدة لإخراج العشرات، بينهم نساء وأطفال، من مراكز الاعتقال والمخيمات في سوريا.

وطالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية بضرورة اعتماد "الشفافية" عند نقل أي من الجهاديين الأجانب المشتبه في انتمائهم الى التنظيم وأقاربهم إلى خارج سوريا.

ويخشى الأكراد من فراغ أمني يرتبه خروج القوات الأميركية المرتقب من سوريا، بينما يخوضون محادثات مع دمشق. وقال جيا كردي: "نتوجه في سوريا إلى الحل السياسي، وهو ما يتطلب الاتفاق مع دمشق".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم