السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

قطع من زمن غزو الفضاء السوفياتي: قصّة متحف "أنقذ" كنيسة أرثوذكسيّة في أوكرانيا

المصدر: "أ ف ب"
قطع من زمن غزو الفضاء السوفياتي: قصّة متحف "أنقذ" كنيسة أرثوذكسيّة في أوكرانيا
قطع من زمن غزو الفضاء السوفياتي: قصّة متحف "أنقذ" كنيسة أرثوذكسيّة في أوكرانيا
A+ A-

في هذه #الكنيسة_الأرثوذكسية القديمة، يتهافت الزوار بأعداد كبيرة، ليس لتأمل الأيقونات أو الصلاة، بل لمشاهدة بزات وخوذ وآلات استخدمها السوفيات في غزو الفضاء.

ويعود هذا المتحف المقام وسط #أوكرانيا إلى حقبة كان فيها غزو الفضاء يرقى إلى القدسية لدى السوفيات.

ولا يزال صامدا في وجه رغبة رجال الدين في أن يعود مكانا للصلاة، وأيضا في ظلّ نقص الموارد اللازمة لاستمراره كما يجب.

تضمّ هذه الكنيسة المتحف 450 قطعة، بينها مركبة مصممة للسير على سطح أجرام فضائية، وخوذة ومظلة استخدمهما يوري غاغارين في أول رحلة فضائية مأهولة في التاريخ عام 1961.

وقد أنشئ هذا المتحف في السبعينيات من القرن العشرين، حين كان الاتحاد السوفياتي ينتهج سياسة معادية للأديان أسفرت عن هدم آلاف الكنائس أو تحويلها لاستخدامات أخرى.

وفي ذلك الزمن، كانت الرحلات إلى الفضاء "تحظى بمتابعة محمومة من الناس. وكان كلّ صبيّ يحلم بأن يصبح رائد فضاء في المستقبل"، وفقا للمسؤول العلمي عن المتحف سيرغي فولكوداف.

ويقول إن اختيار هذه الكنيسة لإقامة المتحف فيها كان لأسباب عملية، إذ إنها تتسع لمعروضات كبيرة، منها صاروخ طوله أمتار عدة.

ويروي سكان أن تحويل هذه الكنيسة المبنية عام 1891 الى متحف حماها من السياسة المعادية للدين، وأيضا من الغرق. فقد كانت قائمة في قرية مجاورة أغرقها بناء خزان كبير للماء. لكن رغبة المسؤولين في تحويلها متحفا جعلتهم ينقلونها إلى المكان الذي تقوم فيه الآن. أما سائر مباني القرية، فقد صارت تحت الماء.

ولد بوريس ستوليارنكو في تلك القرية قبل أن تغرق، وهو يبلغ الآن 60 عاما، ولم يبق من أثر قريته أي صورة أو تذكار، ما عدا تلك الكنيسة. ويقول: "لقد أنقذها المتحف".

ويروي أن السوفيات حولوها أولا مخزنا للقمح. فكان صبيان القرية يلعبون داخلها، ويقفزون من النوافذ إلى أكوام القمح.

حين سقط الاتحاد السوفياتي واستقلت أوكرانيا عام 1991، عادت الحرية الدينية إلى هذا البلد ذي الغالبية الأرثوذكسية. لكن الكنيسة ما زالت متحفا، الامر الذي يثير حفيظة بعض رجال الدين في المنطقة.

ويقول الكاهن ميخايلو يورتشنكو لوكالة "فرانس برس": "في زمن لم يعد فيه الإيمان بالله محظورا، ولا الصلاة، ينبغي أن تعود الكنيسة مكانا للعبادة".

وينتمي هذا الكاهن إلى الكنيسة المستقلة الحديثة التأسيس.

وتوافق على هذا الرأي أيضا الكنيسة الأرثوذكسية المرتبطة ببطريرك موسكو. ويقول أحد كهنتها لوكالة "فرانس برس": "لا يمكننا أن نفعل شيئا، لأنها ملك للدولة".

ويشوب علاقة هذه الكنيسة بسلطات أوكرانيا توتر ناجم عن توتر العلاقات بين كييف وموسكو. لذا لا تعقد الكثير من الأمل على استرداد المبنى. لكنها تفضّل في كل حال بقاءه متحفا، على أن ينتقل الى الكنيسة "المنشقة"، على ما يقول الكاهن.

أما السلطات،  فلا تبدي الكثير من الاهتمام بهذا المتحف الذي لا يقصده الزوار سوى في موسم الدفء، لأن الحرارة فيه تنخفض في الشتاء إلى عشر درجات تحت الصفر، وليس فيه أنظمة تدفئة.

لكن ذلك لا يحبط عزيمة المسؤول العلمي فولكوداف، بل يعتزم فعل كل ما يمكن، بما في ذلك طلب المعونة من الثري الأميركي إلون ماسك، مؤسس شركة "سبايس أكس" الفضائية الأميركية، لتزويد المتحف بمعدات جديدة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم