الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كرهت نفسها بسبب الحروق في جسدها إلى أن سمعت: "أمي، أنت أجمل شخص في العالم"

المصدر: "ويب إم دي"
ترجمة جوي جريس
كرهت نفسها بسبب الحروق في جسدها إلى أن سمعت: "أمي، أنت أجمل شخص في العالم"
كرهت نفسها بسبب الحروق في جسدها إلى أن سمعت: "أمي، أنت أجمل شخص في العالم"
A+ A-

"كانت ليلة عيد الشكر عندما اشتعلت النيران في منزلنا"، استهلت كانيشا أنطوني قصة حروقها لموقع "ويب إم دي". كنتُ في الرابعة من عمري وكانت عائلتي بأكملها نائمة، وكنت وحدي في غرفة تجاور منزلنا وهي التي اندلعت فيها النيران أوّلاً".



قالت أنطوني: "أنقذني الشرطي الأول الذي وصل إلى مكان الحادث. انحنى أحد رجال الشرطة من خلال نافذتي لمحاولة إنقاذي بينما كان آخر يمسك بقدميه. لم يتمكن من رؤيتي بسبب الدخان واللهب الكثيفين، لكنه لمح إصبع قدمي، فأمسك بساقي وسحبني إلى الخارج.

لم أكن أتنفس. بدأ بإسعافي عن طريق الإنعاش القلبي - الرئوي، وبعد سبع دقائق، أنقذ حياتي. لكن الحظ لم يحالف شقيقيَّ. لم تصل فرق الإنقاذ في الوقت المناسب. عثر لاحقاً على جثتيهما متشابكتين، كان البالغ من العمر ست أعوام يحتضن الطفل البالغ من العمر عاماً".

وأكملت: "أنا ممتنّة لأنني لا أذكر ذلك اليوم. لكن رعب تلك الليلة ترك ندوبه عليّ إلى الأبد. لقد أحرقت النيران 60 في المئة من جسدي، وفقدت أذني اليسرى، وثلاث أصابع من يدي اليسرى، وواحدة من اليمنى. احترق شعري من فروة رأسي، ولم يعد ينمو إلا قليلاً منه على الجانبين، كما احترق جزء كبير من الجانب الأيسر لوجهي.


 خضعت إلى عمليات جراحية كثيرة، 22 منها فقط في رأسي، ولكني اليوم في حالة جيدة جسديًا، لكن شفاء جرحي العاطفي يتطلّب الكثير من الوقت.

كان العالم قاسياً جداً. اقترب أحدهم مرةً من والدي فيما كنتُ إلى جانبه وقال: "أرجوك إبقِ ابنتك بعيدة عن أطفالي. أنا لا أريدهم أن يصابوا بمرضها". في الصف الأول، كان الطلاب ينزعون الشعر المستعار عن رأسي ويلعبون به خلال وقت الاستراحة. لقد ترعرعت مرتديةً البنطال والأكمام الطويلة بغضّ النظر عن حال الطقس، وفعلت كلّ ما بوسعي لإخفاء ندوبي".

وأضافت: "عندما كنت في التاسعة من عمري، ذهبت إلى مخيم للأطفال الناجين من الحروق. كان الجميع هناك مثلي. لم يحدّق بي أحد. كانت هي المرة الأولى التي أشعر فيها بهذا النوع من الانتماء والراحة. إلتقيت بكالفين هناك. كان أحد الناجين من الحروق أيضًا ومصابًا بجروحٍ في ساقيه. أصبحنا صديقين في سن التاسعة، وأحببنا بعضنا في سنّ الـ17، واليوم هو زوجي.


كان زملائي في المدرسة يقولون لي دائمًا إنني لم أكن جميلة بما فيه الكفاية لأتزوج، ولم يعتقد الأطباء أن جلدي قادرٌ أن يمتدّ بشكل كافٍ لأحمل طفلاً، لكنني قمت بالأمرين ولديّ اليوم 3 أطفال، واستوحيت رحلتي الطويلة والمؤلمة إلى حب الذّات من قبلهم ومن أجلهم.

كانت نقطة التحوّل بالنسبة إليّ عندما كنت في منتصف العشرينيات من عمري. كنت أنظر في المرآة وأشعر بالاشمئزاز ممّا أراه، عندما سمعت صوت ملاكي الصغير الذي كان في الثالثة من عمره آنذاك يقول: "أمي، أنت أجمل شخص في العالم"".

وتابعت: "تعليقه خطف أنفاسي وكان نداء صحوتي. عرفت في تلك اللحظة أنه إذا كان طفلي يراني جميلة، فازداد إيماني لأكون القدوة والأمَّ التي رغبتُ أن أكونها. إذا عشت حياتي من دون أن أحب نفسي، فما هو المثال الذي سأعطيه لأولادي؟

ولاختبار ثقتي، ذهبت إلى المركز التجاري مرتديةً فستاناً قصيراً، وهو شيء لم أفعله من قبل لأنه يجعل ندوبي ظاهرة. لم أكن مرتاحةً في البداية، وركّزت جيدًا على ردود أفعال الآخرين تجاهي. ولكن بعد فترة وجيزة، شعرت بتغيير في داخلي وبدأت أشعر بالشجاعة والثقة والفخر لأظهر نفسي الحقيقية. أدركت في ذلك اليوم أن هناك قوة في معرفة أنك لست سجينًا لأفكار الآخرين. وجهة نظرك الشخصية هي الأكثر أهمية.


على الرغم من هذا التغيير، لم أتخلص من أفكاري بين ليلة وضحاها. مع ذلك، ساعدتني مواجهتي لنفسي وأصبحت جزءًا كبيرًا من حياتي. كنتُ أتحدث مع نفسي بصوت عالٍ وإيجابي للتصدّي للعبارات السلبية الصامتة التي تدور في ذهني.

لذا، فإنني أتحدث بانتظام مع المرآة وأقول "أنت جميلة" و"أنت هنا لسبب"، لكنني لم أكن أصدّق دائمًا ما أقوله في البداية".

وختمت: "لقد أصبحت الآن أرى ندوبي كجزء جميل مني لأنها تروي قصتي. واليوم، لو تسنّت لي الفرصة لإزالتها، لن أفعل ذلك أبداً. لقد سمحت لي بالتأثير في حياة الكثير من الناس ومساعدة الآخرين على رؤية جمالهم الخاص. وُجدت ندوبي لسبب، وأصبحت جزءاً من جمالي.

لقد عملت جاهدة لمساعدة أطفالي على رؤية قواهم وجمالهم من خلال تسليط الضوء عليها بانتظام. تأخرت في إيجاد حب الذات، وأنا أطمح إلى الأفضل لابنتي وأبنائي. أريدهم أن يعلموا أن الجمال لا يتعلّق بما يلبسونه أو كيف ينظر إليهم الآخرون، بل هو ما يرونه ويقدّرونه في أنفسهم.

مهمتي الآن هي نشر قوّة وأهمية حب الذات. أريد أن أكون قدوةً، ليس فقط لأطفالي والناجين من الحروق، ولكن لأي شخص يسمح لأفكار الآخرين بتحديد قيمته الذاتية أو ما يرونه في المرآة. فالحياة أغلى من أن تعاش في الخفاء".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم