وزارة للمرأة: ازدواجية وتضارب؟؟؟

عمّت الفرحة قلوبنا وهللنا لولادة الحكومة العتيدة الثانية في عهد الرئيس عون... الحكومة التي أبصرت النور بعد مخاض عسير دام تسعة أشهر... وكان سرورنا أعظم لكونها تضم أربع وزيرات أي 16 بالمائة من حكومة الوفاق الوطني الثلاثينية وذلك لأول مرة في تاريخ لبنان الجديد.ولكن المفاجأة غير السارة هي إكتشافنا بأنّ وزارة الدولة لشؤون المرأة التي أنشئت في الحكومة السابقة وعلى رأسها رجل (؟؟؟)... عمّدوها بإسم جديد الذي رغماً عن التصحيح بقي غير مقبول كلياً بل ومهين للمرأة... وزارة دولة للتمكين الإقتصادي والإجتماعي للمرأة والشباب. عنوان طويل لوزارة دولة بلا حقيبة وبمخصصات وموارد مالية وبشرية ضئيلة... هذا إن وجدت... وكأنها وزارة في عالم إفتراضي... وهي ما جاءت إلاّ تلبية لمطالب الناشطات في الحركة النسوية والمنظمات غير الحكومية المعنية بشؤون المرأة والدفاعية عن حقوقها المهضومة مثل الجنسية والأحوال الشخصية والأسرة وغيرها... مطالب جوهرية ومحقة... وكأنّ هذه الوزارة جاءت ضمن جوائز ترضية للمرأة اللبنانية ليس إلاّ... أو لتحقيق وعود كاذبة من ذوي الشأن ورؤساء الأحزاب ورجالات السياسة. إضافة إلى ذلك، إنّ عمادة هذه الوزارة بهذا الإسم يشكل إهانة وضربة في الصميم لقدرات ومؤهلات المرأة اللبنانية إن كان لتأهيلها وهنا الإهانة... أم لتمكينها... والسؤال تمكينها من ماذا وكيف؟ هنا بيت القصيد!فالبيانات الإحصائية ومؤشرات أوضاع المرأة اللبنانية تدل بدون شك على تميزها في جميع المجالات ما عدا تمثيلها في الشأن العام والسياسة. فمؤشر التعليم يدل على أن نسبة الإناث في الإنتساب إلى المعاهد والجامعات تفوق الذكور. وأما في...