الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بابلو بيكاسو الشاب يختال في بازل بالوردي والأزرق

المصدر: "النهار"
بازل- سويسرا- أوراس زيباوي
بابلو بيكاسو الشاب يختال في بازل بالوردي والأزرق
بابلو بيكاسو الشاب يختال في بازل بالوردي والأزرق
A+ A-

افتتح في مدينة بازل السويسرية معرض بعنوان "بيكاسو الشاب، المرحلتان الزرقاء والوردية"، يضم حوالي ثمانين لوحة ومنحوتة أنجزها بيكاسو ما بين عام 1901 وعام 1906 عندما كان في بداية العشرينات من عمره مقيماً ما بين إسبانيا وفرنسا.

المعرض الذي يقام في "مؤسسة بييلير" Fondation Beyeler العالمية المخصصة للفنون الحديثة، هو استثنائي حقاً، ويُعَدّ الأول من نوعه في سويسرا، ومن المتوقع أن يحقق نجاحاً كبيراً لأنه يجمع كل الأعمال التي شهدت لموهبة الفنان الاسباني الكبيرة من جهة، وأسست لانطلاقة جديدة للفن الحديث في أوروبا، كما مهدت للمدرسة التكعيبية من جهة أخرى.

تبدأ الرحلة مع الأعمال التي أنجزها بيكاسو عام 1901 في مدريد ثم في باريس وتشهد على انبهاره بالحياة الاجتماعية في العاصمة الفرنسية في مرحلة عرفت بـ"الزمن الجميل" حيث انتشرت المقاهي والملاهي والمسارح والحدائق العامة التي أكدت هوية باريس بصفتها عاصمة الثقافة والأنوار. غير أن انتحار صديقه الفنان الاسباني كارلاس كاساجيماس في باريس عام 1901 وهو في الحادية والعشرين من عمره، ترك أثراً عميقاً في نفسه وفي نتاجه، ومهد منذ ذلك الحين للمرحلة الزرقاء التي تميزت بطغيان الطابع التراجيدي، لكن من دون السقوط في البكائيات ومظاهر الحزن المباشرة.

في الأعمال التي أعقبت موت صديقه، عبّر بيكاسو عن الأسئلة العميقة المتعلقة بمعنى الوجود وأسرار الكون كما تبدى في لوحة "الحياة" الشهيرة التابعة لمجموعة متحف كليفليند في الولايات المتحدة، وهي حاضرة اليوم في المعرض. هناك أيضاً اللوحات التي تمثل الفقراء والمهمشين ومعذبي الأرض ومنها لوحة "المرأة البائسة" التي أنجزها عام 1902 وهي من مجموعة متحف "أرت غاليري" في مدينة تورونتو الكندية.

مع استقرار بيكاسو في حي مونمارتر في باريس عام 1904، بدأت مرحلة جديدة من مسيرته الفنية والشخصية تميزت بتدفق الخطوط وبغلبة اللون الوردي وعرفت بـ"المرحلة الوردية". في تلك المرحلة ارتبط الفنان بعلاقة عاطفية مع الفنانة فرناند أوليفييه التي أستوحى منها مجموعة كبيرة من البورتريهات. وكان بيكاسو حينذاك يعيش في عزلة وضائقة مالية. وكان لحبيبته هذه دور حاسم في حياته، وهي التي رافقت بحثه عن أسلوبه الخاص، كما أن وجهها مثّل أحد وجوه النساء في لوحته الشهيرة "آنسات أفينيون" التي أنجزها عام 1907 ومهدت للتكعيبية. ومن تلك المرحلة تطالعنا أيضا في المعرض صورة كبيرة للفنان بالأبيض والأسود يبدو فيها واقفاً في أحد شوارع مونمارتر وهي من الصور النادرة للفنان من تلك الحقبة. أما الأعمال المعروضة فمتنوعة المواضيع وتشهد لانبهاره بعالم السيرك وشخصياته من مهرجين وبهلوانات. وذلك بالطبع في موازاة موضوع المرأة والحب والجسد الذي طغى على مسيرته الفنية حتى وفاته.


أكثر من أربعين عاماً مضت على وفاة بيكاسو ولا يزال حضوره طاغياً في المشهد الفني العالمي كشمس لا تغيب، من خلال معارض كثيرة متعاقبة هنا في أوروبا وفي كل مكان. والمعرض المقام حالياً في "مؤسسة بييلير" السويسرية يتميز بإخراجه الذي يليق بالأعمال المعروضة، فضلاً عن مكانه، الذي يعتبر تحفة معمارية أنجزها المعماري الإيطالي العالمي رنزو بيانو الذي اشتهر ببناء صرح مركز جورج بومبيدو الثقافي في باريس.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم