الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"لا أحد يكلّمني، لا أحد يهتمّ بي": صرخة سيّدة عجوز، وإليكم القصّة

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
"لا أحد يكلّمني، لا أحد يهتمّ بي": صرخة سيّدة عجوز، وإليكم القصّة
"لا أحد يكلّمني، لا أحد يهتمّ بي": صرخة سيّدة عجوز، وإليكم القصّة
A+ A-

"ابني، لا تنسَ انك ستصير يوماً عجوزاً مثلي". السيدة في الصورة تحكي عن معاناتها بكلمات دوّنتها على لافتة بيضاء كانت تحملها في الشارع، على ما يبدو. كأنها معتصمة، والوجه مثقل بالتعابير. الصورة تحرّك المشاعر، ويتفاعل معها متناقلوها اللبنانيون، وايضا العرب، مع اعتقاد انها بالفعل لعجوز عربية نزلت الى الشارع لترفع الصوت ضد ظلم ابنها. ولكن هل الصورة حقيقية ام تمّ التلاعب بها؟ ما حكاية هذه السيدة؟ وهل بالفعل ظلمها ابنها، ولا أحد يكلمها او يهتم بها، وفقا لما كتب على اللافتة؟

"النهار" دقّقت وسألت من أجلكم

النتيجة: الصورة قديمة تعود الى 2011- 2012، من ألبوم صور خاص بمشروع بعنوان: "Grandmother Tips" (اي نصائح جدة)، حققه الاسباني شاشو بويبلا (Chacho Puebla)، بالتعاون مع شقيقته لولا، وعمته الكبرى اماليا الظاهرة في الصور وهي حاملة لافتات بتلك النصائح باللغة الانكليزية. وبالتالي، الصورة المتناقلة في صفحات وحسابات لبنانية وعربية تم التلاعب بها، عبر اضافة الجملة بالعربية. الصورة نفسها استُخدِمت على مرّ الاعوام مع اضافة جمل معيّنة بلغات مختلفة.

الوقائع: صورة مؤثرة لسيّدة عجوز، رفعت لافتة كُتِب عليها بالاسود: "لا أحد يكلمني، لا أحد يهتم بي، لا أحد يزورني"، وبالاحمر "ابني لا تنس انك ستصير يوما عجوزا مثلي". كلّ فترة، يتمّ التشارك في هذه الصورة بكثافة على صفحات لبنانية وعربية في وسائل التواصل الاجتماعي. وكل مرة، تحصد تعاطفاً مع السيّدة العجوز، وتنتقد التعليقات "جحود الابناء"، او "فساد البنين للأسف"...

التدقيق:

-يبيّن البحث على الانترنت ان الصورة قديمة العهد، بحيث نُشرت على الانترنت ابتداء من 28 تشرين الأول 2011، ضمن مشروع محدّد الهدف حقّقه المدير التنفيذي الإبداعي في وكالة "LOLA" الاسبانية الشريك فيها الاسباني شاشو بويبلا (Chacho Puebla)، وخصّص له صفحة في الانترنت بعنوان: "Grandmother Tips" (اي نصائح جدة).

-في الصفحة التي انشأها بويبلا لمشروعه، تظهر في الصورة السيدة نفسها حاملة اللافتة، ولكن كتب عليها بالانكليزية:

My Grandmother never told me: Son Don’t tweet for the sake of tweeting

But I love Her anyway (لم تخبرني جدتي يوما: يا بني، لا تغرد من أجل التغريد. لكنني أحبها في أي حال).

الى جانب هذه الصورة الاصلية، نشر ايضا بويبلا صورا اخرى للسيدة نفسها، ولكن كانت تقف في اماكن اخرى، حاملة كل مرة لافتة مختلفة بالانكليزية.

-فكرة "نصائح جدة" وُلِدت عام 2011، على ما يقول بويبلا لـ"النهار". ويشير الى انه "حقّق نسخة ثانية من المشروع عام 2012"، موضحا "انني انجزته مع شقيقتي ماري لويزينا بويبلا".

بكل بساطة، اراد بويبلا، من خلال هذه الصور، ان يقدم "القليل من النصائح (او بعضها) التي كان يجب أن تعطيني اياها جدتي، لكن للأسف لم تفعل ذلك"، على ما يوضح في الصفحة". لفترة طويلة رغب في "القيام بشيء ما مع احدى شقيقاته، وعمته الكبرى، من خلال الطباعة".

شقيقته لولا وراء الكاميرا. وامام العدسة، تلك السيدة الظاهرة في كلّ الصور، "عمتي الكبرى التي كانت بمثابة جدّة لي"، على ما يقول بويبلا لـ"النهار". "اسمها اماليا، وقد توفيت عام 2014. وهذا المشروع وسيلة لتخليدها على الانترنت".

يكتب: "بينما يكبر ابني ويصبح شعري رماديا أكثر، أتساءل عن نوع النصيحة التي سأقدمها الى أحفادي. كانت جداتي الثلاث يعطينني دائما عظات بدلا من النصائح. "كن حذرا مع مالك"، "لا تقم علاقة بتلك الفتاة"، "اقتصد"، "قص شعرك، فأنت تبدو كالهيبي"، وكل التعليقات التقليدية للاهل والجدين... آمل أن أتمكن من تقديم نصيحة أفضل يوما ما. في غضون ذلك، إليكم بعض النصائح التي كان يجب ان تعطيني إياها جدتي".

من تلك النصائح التي تنشرها عمته الكبرى، من خلال لافتات تحملها، "لا تدع ابدا شريكك يعلم برمزك السري. صدقني"، و"لا تعتقد انك مصور فقط لانك تستخدم الانستغرام".

-منذ ان نشر بويبلا صور عمته الكبرى مع "نصائح جدة" على الانترنت، ابتداء من ت1 2011، استخدمت مواقع الكترونية وصفحات اخرى على وسائل التواصل الاحتماعي هذه الصور على مر الاعوام، وحتى الاسبوعين الماضيين، لتوصل بدورها "نصائح" او "رسائل" مختلفة، مع استبدال الجمل بالانكليزية في الصور الاصلية بجمل بلغات مختلفة، منها العربية، بواسطة "الفوتوشوب".

بالنسبة الى بويبلا، "ما نحقّقه في مجال الانترنت نعلم انه يمكن ان يعاد استخدامه مجددا ومرارا"، على ما يقول لـ"النهار". ويضيف:

"إنها فكرة المشاركة، أو على الأقل معرفة أنها تعمل. وإذا حصل ذلك كثيراً، فإن الأمر رائع، على الأقل بالنسبة اليّ والى جدتي بالطبع".

-النتيجة: السيدة التي تظهر في الصورة اسبانية، اسمها اماليا، وليست عربية، او والدة تشكو بالفعل ظلم ابنها او معاناتها، وفقا لما كُتِب على اللافتة ونشرته صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي. وفقا لما يتبين، الصورة تم التلاعب بها، عبر اضافة الجملة بالعربية، اذ امكن ايجاد الصورة الاصلية ضمن ألبوم صور خاص بمشروع بعنوان: "Grandmother Tips" (اي نصائح جدة). وهو من انجاز الاسباني شاشو بويبلا (Chacho Puebla)، بالتعاون مع شقيقته لولا، وعمته الكبرى اماليا الظاهرة في الصور، وهي حاملة لافتات بتلك النصائح. الصورة قديمة، تعود الى 2011- 2012. ومنذ نشرها، استُخدِمت على مرّ الاعوام مع اضافة جمل بلغات مختلفة، منها العربية.

[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم