السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

البابا في مؤتمر "الأخوّة الإنسانيّة" بأبوظبي: "حماية الحريّة الدينيّة" ووقف الحروب بالمنطقة

المصدر: "أ ف ب"، "رويترز"
البابا في مؤتمر "الأخوّة الإنسانيّة" بأبوظبي: "حماية الحريّة الدينيّة" ووقف الحروب بالمنطقة
البابا في مؤتمر "الأخوّة الإنسانيّة" بأبوظبي: "حماية الحريّة الدينيّة" ووقف الحروب بالمنطقة
A+ A-

دعا #البابا_فرنسيس، في #أبوظبي اليوم، إلى حماية "الحرية الدينية" في الشرق الاوسط، وإلى منح سكان المنطقة من مختلف الديانات "حق المواطنة نفسه"، مشددا على ضرورة وقف الحروب، بينها النزاعان اليمني والسوري، والتصدي لـ"سباق التسلح" و"بناء الجدران".

وكان البابا يتحدث أمام رجال دين في مؤتمر حول الأديان، في اليوم الثاني لزيارته التاريخية لدولة #الامارات العربية المتحدة، أول زيارة لحبر أعظم لشبه الجزيرة العربية، مهد الاسلام.

وقال في خطابه: "من بين الحرّيات، أرغب في تسليط الضوء على الحريّة الدينيّة. وهي لا تقتصر على حريّة العبادة، بل ترى في الآخر أخًا بالفعل، وابنًا لبشريّتي نفسها، ابنًا يتركه الله حرًّا. ولا يمكن بالتالي أيّة مؤسّسة بشريّة أن تجبره، حتى باسم الله".

واعتبر أن استعمال اسم الله "لتبرير الكراهية" هو "تدنيس خطير" لاسمه، مشدّدا على أن العنف لا يمكن تبريره دينيا.

وقال إن "استعمال اسم الله لتبرير الكراهية والبطش ضدّ الأخ، إنما هو تدنيسٌ خطيرٌ لاسمه"، مضيفا: "لا وجود لعنفٍ يمكن تبريره دينيًّا".

وطالب الحبر الأعظم بحق المواطنة نفسه لجميع سكان المنطقة التي شهدت في السنوات الاخيرة تصاعدا في وتيرة العنف والتعصب مع ظهور تنظيمات متطرفة في مقدمها تنظيم "الدولة الاسلامية". وقال: "أتمنّى أن تبصر النور، ليس هنا فحسب، انما ايضا في كلّ منطقة الشرق الأوسط الحبيبة والحيويّة، فرصٌ ملموسة للقاء: مجتمعاتٌ يتمتّع فيها أشخاصٌ ينتمون إلى ديانات مختلفة بحقّ المواطنة نفسِّه".

ولم يحدّد أطرافا معيّنة، لكن تصريحاته جاءت في مرحلة تشكو فيها أقليات في المنطقة من التعرض للتهميش، بينها المسيحيون في بعض الدول، والشيعة في السعودية، والبدون في الكويت.

في موازاة ذلك، كرّر البابا دعوته إلى وقف الحروب في اليمن وليبيا وسوريا والعراق، وعدم الانخراط في العنف باسم الدين. ورأى أن "استعمال اسم الله لتبرير الكراهية والبطش ضدّ الأخ، إنما هو تدنيسٌ خطيرٌ لاسمه"، مضيفا: "لا وجود لعنفٍ يمكن تبريره دينيًّا".

وتابع: "سباق التسلّح، وتمديد مناطق النفوذ، والسياسات العدائيّة، على حساب الآخرين، لن تؤدّي أبدًا إلى الاستقرار". ودعا إلى أن "نلتزم معًا (...) ضدّ تقييم العلاقات بوزنها الاقتصادي، ضدّ التسلّح على الحدود وبناء الجدران وخنق أصوات الفقراء".

وهنا النص الحرفي لمقتطفات رئيسية من خطاب البابا في المؤتمر: 

"يجب أن تُدان، ومن دون تردّد، جميع أشكالِّ العنف، لأنّ استعمال اسم الله لتبرير الكراهية والبطش ضدّ الأخ، إنما هو تدنيسٌ خطيرٌ لاسمه. فلا وجود لعنفٍ يمكن تبريره دينيًّا. لذلك أرغب في التعبير عن تقديري لالتزام هذا البلد (الإمارات) الموافقة على حريّة العبادة وضمانها، مواجهًا التطرّف والكراهية. بهذه الطريقة، بينما تُعزَّز الحريّة الأساسيّة للمرء بإعلان إيمانه الشخصي، والتي هي ضرورة جوهريّة كي يحقّق الإنسان ذاته، يتمُّ السهر أيضًا كي لا يتمَّ استغلال الديانة، وتتعرّض لخطر نكران ذاتها بقبولها للعنف والإرهاب".

"إذا كنّا نؤمن بوجود العائلة البشريّة، فيجب بالتالي المحافظة عليها، كعائلة. وكما في كلّ عائلة، ذلك يكون أوّلًا من خلال حوار، يوميّ وحقيقي. هذا الأمر يستلزم هويّة شخصيّة يجب عدم التخلّي عنها لإرضاء الآخر. لكنّه يتطلّب في الوقت عينه شجاعة الاختلاف التي تتضمّن الاعتراف الكامل بالآخر وبحريّته، وما ينتج منه من التزام بذل الذات كي يتمّ تأكيد  حقوقه الأساسيّة، في كلِّّ مكان، ومن قِبَل الجميع. لأنه من دون حريّة لا نكون بعد أبناء العائلة البشريّة، وإنما عبيد.

من بين الحرّيات، أرغب في تسليط الضوء على الحريّة الدينيّة. فهي لا تقتصر على حريّة العبادة، بل ترى في الآخر أخًا بالفعل، وابنا لبشريّتي نفسها، ابنا يتركه الله حرًّا، ولا يمكن بالتالي أيّة مؤسّسة بشريّة أن تجبره حتى باسم الله".

"ليس هناك من بديل آخر: إمّا نبني المستقبل معًا، وإلّا فلن يكون هناك مستقبل. لا يمكن الأديان خصوصا، أن تتخلّى عن الواجب الملحّ في بناء جسور بين الشعوب والثقافات".

"العدالة تكون مزيفةً إنْ لم تكُن كونيّة. فالعدالة الموجهّة فقط إلى أفراد العائلة، وأبناء الوطن، ومؤمني الديانة نفسها، عدالةٌ عرجاء. إنها ظلم مقنّع".

"أتمنّى أن تبصر النور، ليس هنا فحسب، انما ايضا في كلّ منطقة الشرق الأوسط الحبيبة والحيويّة، فرصٌ ملموسة للقاء: مجتمعاتٌ يتمتّع فيها أشخاصٌ ينتمون إلى ديانات مختلفة بحقّ المواطنة نفسه".

"في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة، يقع على عاتق الديانات، ربّما أكثر من أيّ وقت مضى، واجبٌ لا يمكن إرجاؤه بعد اليوم: المساهمة في شكل فاعل في تجريد قلب الإنسان من السلاح. إن سباق التسلّح، وتمديد مناطق النفوذ، والسياسات العدائيّة، على حساب الآخرين، لن تؤدّي أبدًا إلى الاستقرار. الحرب لا تولّد سوى البؤس، والأسلحةُ لا تولّد سوى الموت!

إن الأخوّة البشريّة تتطلّب منّا، كممثّلي الأديان، واجبَ حظر كلّ تلميح إلى الموافقة على كلمة حرب. دعونا نعيد هذه الكلمة إلى قسوتها البائسة. فأمام أعيننا، نجد نتائجها المشؤومة. أفكّر خصوصا باليمن، وسوريا والعراق وليبيا. لنلتزم معًا، كأخوة في العائلة البشريّة الواحدة التي شاءها الله، ضدّ منطق القوّة المسلحة، ضدّ تقييم العلاقات بوزنها الاقتصادي، ضدّ التسلّح على الحدود وبناء الجدران وخنق أصوات الفقراء".

شيخ الازهر

من جهته، دعا شيخ الأزهر #أحمد_الطيب المسلمين في الشرق الأوسط إلى "احتضان" الطوائف المسيحية في دولهم. وقال مخاطبا المسلمين: "استمروا في احتضان إخوانكم من المواطنين المسيحيين في كل مكان... فهم شركاؤنا في الوطن".

ثم وجه حديثه الى المسيحيين قائلا: "أنتم جزء من هذه الأمة، وأنتم مواطنون ولستم أقلية. وأرجوكم أن تتخلصوا من ثقافة مصطلح الأقلية الكريه، فأنتم مواطنون كاملو الحقوق والمسؤوليات".

ودعا ايضا المسلمين في الغرب إلى الاندماج في دولهم المضيفة واحترام القوانين المحلية.

وقد زار البابا اليوم مسجد الشيخ زايد في أبوظبي، قبل أن يشارك في "مؤتمر الأخوّة الإنسانية"، إلى جانب شيخ الأزهر أحمد الطيب ومسؤولين دينيين آخرين.

ووقع البابا وشيخ الأزهر وثيقة تدعو إلى "مكافحة التطرف".

وتتوقّع السلطات الإماراتية مشاركة نحو 135 ألف شخص في قداس يترأسه البابا الثلثاء في ملعب لكرة القدم في أبوظبي.

ويعيش نحو مليون كاثوليكي، جميعهم من الأجانب، في الإمارات، حيث توجد ثماني كنائس كاثوليكية، وهو العدد الأكبر بالمقارنة بالدول الأخرى المجاورة (أربع في كل من الكويت وسلطنة عمان واليمن، وواحدة في البحرين، وواحدة في قطر).

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم