الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كيف علق بارود وشربل على تولي ريا الحسن وزارة الداخلية؟

علي عواضة
علي عواضة
كيف علق بارود وشربل على تولي ريا الحسن وزارة الداخلية؟
كيف علق بارود وشربل على تولي ريا الحسن وزارة الداخلية؟
A+ A-

شغل إسم وزيرة الداخلية والبلديات ريّا الحسن لبنان والعالم العربي، كونها أوّل سيدة عربية تتسلّم هذه الحقيبة.

الحسن أصبحت مادة دسمة للوسط السياسي اللبناني بعد عشر سنوات على تعيينها وزيرة للمالية في العام 2009، حينها كان الحديث عن أن جيوب اللبنانيين أصبحت في يد سيدة، لتؤتمن السيدة من جديد، هذه المرّة، على حيز كبير من أمن لبنان.

اختيار الرئيس سعد الحريري الحسن وزيرة للداخلية، شكّل مفاجأة من العيار الثقيل للمتابعين، حتى للحسن نفسها، بعد أن كان الحديث عن أنّ الاسم الذي سيرث المشنوق في الداخلية، هو وزير الإعلام جمال الجراح، إلا أن جعبة الحريري خبّأت، في الساعات الأخيرة، اسم الوزيرة الرابعة في حكومة العهد الأولى، لتكسر بذلك قاعدة "وزير داخلية بيروتي بعد المشنوق".

ما هي التحدّيات التي تنتظر الحسن؟

من المعروف أن وزارة الداخلية تختص بشؤون اللبنانيين من الولادة حتى الوفاة، مروراً بعقود البيع والشراء، والانتخابات، وشؤون البلديات، والمتابعة مع المحافظات، وصولاً إلى أمن الوطن، وما يحمله هذا الملفّ من مادة دسمة داخلياً وخارجياً، خصوصاً بعد الأزمة السورية وما شهدتها الساحة المحلية من خضّات أمنية، ومحاولات اغتيال، وتفكيك شبكات إرهابية.

مهمة صعبة ولكنها "قدّها وقدود"، بهذه العبارة لخّص وزير الداخلية السابق زياد بارود التحديات التي تنتظر الحسن في الداخلية، مؤكداً أن "الخوف من استلام امرأة لوزارة الداخلية غير منطقي، فلا يجب أن نميز بين رجل وسيدة إلا من حيث الكفاءة، والحسن مشهود لها بجديتها في العمل منذ توليها حقيبة المالية في 2009، خصوصاً أنها سيدة مثقفة ومدركة المهام الملقاة على عاتقها، وبالطبع فإن الرئيس الحريري لن يتركها وحدها، وهناك فريق عمل متكامل سيشارك الحسن في تولي مسؤولية أمن المواطنين".

بارود أكد أن التحديات التي تنتظر الحسن هي نفسها التي تواجه أي وزير،  فالداخلية "وزارة لها هيكلية ومؤسسات، أكان الأمن الداخلي أو الأمن العام لهما مديرهما العامّان اللذان يشهد لهما بكفاءتهما العالية ومناقبيتهما وجهودهما الجبّارة في كشف الجرائم والخلايا الإرهابية؛ والعمليات الاستباقية على الأرض خير دليل على الجهد المبذول لهما، وموضوع الأمن هو تحدٍّ للجميع وليس للداخلية فقط".

ورأى بارود أن "للحسن سجلاً حافلاً في إدارة الملفات، وتعلم من خلال خبرتها في المالية كيفية إدارة الأمور، خصوصاً أن لها خلفية سياسية، ولكن رغم كل ذلك فإن الأمور ليست سهلة، وأتمنى أن تصبح وزارة الداخلية "وزارتين"، فلا يمكن لوزير أن يتابع كل هذه الملفات، خصوصاً أن لها علاقة بيوميات المواطن وعلى تماسّ يوميّ مع الناس"، خاتماً حديثه بأن توزير الحسن "ضربة موفقة للحريري".

كلام بارود يؤكّده الوزير السابق مروان شربل، وبحماسته المعهودة تحدّث عن الحسن، وعن خبرتها في إدارة الأمور، فهي "قوية وفي المكان المناسب، واختيارها لهذا الموقع الحساس أعطى أملاً كبيراً للعديد من الضبّاط السيدات لتولّي هذه المسؤولية في السنوات المقبلة: "أتمنى من كل قلبي النجاح لها لكي تفتح الطريق لسيدات أخريات يستحققن هذا المركز".

ورفض شربل التشكيك الحاصل على الساحة الداخلية بقدرتها على تحمّل العبء، فلكل وزير طاقمه الخاص، وهي "ستكون السيدة المناسبة في المكان المناسب، وستعرف كيف تدير الأمور رغم قدومها من عالم المال والأرقام، إلا "أنني أثق بنجاحها".

ورأى شربل أن التحديات على عاتق الحسن كبيرة، خصوصاً الإدارية منها، متمنياً أن "تتمكّن من وضع حدّ لتدخّل السياسيين في الداخلية والأمور الأمنية، "طلع الشعر على لساني وأنا طالب بوضع حدّ للتدخلات"، وأظن أن الحسن على قدر الثقة".

تحديات كثيرة تنتظر الحسن في الأسابيع القادمة، أكان لناحية التعاطي مع الواقع الأمني الخاص في مربعات أمنية، أو أزمة اللاجئين، وصولاً إلى الاستحقاقات النيابية، وإن كانت مؤجلة للعام 2022. ويبقى أن رهان الحريري على الحسن لتولي المنصب الحساس سيبقى تحت المراقبة في الأشهر القادمة.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم