الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الكاثوليك في الخليج متحمّسون لزيارة البابا فرنسيس: "من الجيّد أن يطّلع على واقعنا"

المصدر: "رويترز"
الكاثوليك في الخليج متحمّسون لزيارة البابا فرنسيس: "من الجيّد أن يطّلع على واقعنا"
الكاثوليك في الخليج متحمّسون لزيارة البابا فرنسيس: "من الجيّد أن يطّلع على واقعنا"
A+ A-

في الكنائس القليلة بـ#دبي، والتي يتكدس فيها مصلون، وفي قداسات يحوطها التكتم في الرياض، يترقب الكاثوليك في أنحاء #الخليج بشغف الزيارة التاريخية التي يقوم بها #البابا_فرنسيس للإمارات العربية المتحدة الأسبوع المقبل.

ويأملون أن تعزز أول زيارة على الإطلاق يقوم بها بابا للفاتيكان لشبه الجزيرة العربية، تقبُّل المنطقة لوجود نحو مليوني كاثوليكي يعملون في الخليج، كثير منهم من الهند والفيليبين. كذلك، يريدون التنقل في شكل أيسر الى كنائس الإمارات، والسماح ببناء كنائس أصلا في السعودية.

وتأتي الزيارة في وقت تسعى الإمارات الى الظهور في صورة الدولة المتقبلة لأصحاب الديانات المغايرة، بينما تشهد دول خليجية أخرى إصلاحا اجتماعيا.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإماراتية جابر اللمكي إن زيارة البابا فرنسيس تعكس "الوضع الذي تتسم به الإمارات دوما: مهد للتنوع في مركز متوسط بين الشرق والغرب يربط بين الشعوب والديانات والبضائع والثقافات".

وكان ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان دعا البابا الى زيارة الإمارات بعد لقائهما في الفاتيكان عام 2016. وقال اللمكي إن الزيارة ليست مستغربة، نظرا الى عدد الكاثوليك في الإمارات، مشيرا الى ان الإعداد لها استغرق وقتا.

ويقول الفاتيكان إن الزيارة ستركز على الحوار بين الأديان والسلام.

وقالت كلاوديا رومي، وهي مدرسة رياضيات من كولومبيا، إن الزيارة "ستساعد الخليج والعالم كله على فهم ضرورة احترام كل الأديان".

وتصلي رومي في كنيسة قرب ميناء جابر العلي في دبي، داخل مجمع يضمّ دور عبادة لأصحاب عقائد أخرى. وستكون ضمن 120 ألف كاثوليكي سيحضرون قداسا يقيمه البابا في استاد رياضي بأبوظبي.

ومعظم مواطني الإمارات مسلمون سنة. لكن عدد الأجانب الذين يعملون غالبا في مكاتب ومدارس ومنازل ومواقع تشييد، يفوق عدد المواطنين الإماراتيين بنحو تسعة إلى واحد. ويعيش في الإمارات نحو نصف الكاثوليك في الخليج.

وقال قساوسة ومصلون وديبلوماسيان إنه رغم أن الإمارات هي أكثر دول الخليج تقبلا لأصحاب الأديان الأخرى، فإن فيها قيودا أيضا.

وتمنع السلطات التجمعات الدينية غير المصرح بها، ويمنع القانون تغيير الديانة. ويقول مسؤولون في كنائس إن الاتفاقات التي أقيمت الكنائس بمقتضاها تمنع قرع الأجراس أو رفع الصلبان في أماكن ظاهرة.

والأرض المخصصة لبناء دور العبادة محدودة. لذلك توجد تسع كنائس فقط للكاثوليك في الإمارات. وتزدحم الكنائس في عطلات نهاية الأسبوع، حتى أن بعض المصلين يقفون في الخارج، حيث تذاع الصلوات أحيانا على شاشات عرض.

وقال الأب راينهولد ساهنر، وهو قس الأبرشية الألمانية في سان فرنسيس في دبي، إن بعض المصلين يقطعون رحلات طويلة في الحافلات إلى الكنيسة. وأضاف: "شيء طيب أن يأتي البابا ويطلع على واقعنا، وايضا على المصاعب التي تواجهنا".

نقطة تفتيش أمنية

رغم أن البابا سيزور الإمارات دون غيرها، فإن زيارته ستكون موضع متابعة عن قرب من الكاثوليك في مختلف أنحاء المنطقة ممن يأملون في قدر أكبر من القبول بوجودهم.

في قطر على سبيل المثال، من المسموح بناء كنائس. لكن الكاثوليك يقولون إنهم يشعرون بأن عليهم قيودا خارج أماكن العبادة.

عام 2008، أقيمت أول كنيسة في قطر، بمجمع ديني مسوَّر يطلق عليه مجمع الأديان على المشارف الجنوبية للعاصمة. وهي تتسع لـ3 آلاف معقد. وفي المجمع/ نقطة تفتيش أمنية دائمة.

وقال كاهن الابرشية رالي غونزاغا: "نتمتع بالحرية، ونستطيع إقامة الشعائر. لكن الشرط هو أن نفعل هذه الأشياء داخل المجمع فقط".

ولم ترد وزارة الخارجية القطرية على طلب التعليق.

وبناء الكنائس مسموح به أيضا في سلطنة عمان والكويت والبحرين، لكنه محظور في السعودية.

ويحضر بعض الكاثوليك صلوات جماعية في منازل أو سفارات في الرياض، ويقولون إنها مراقبة. لكن السلطات تتغاضى عنها في شكل كبير.

ولم يرد مكتب الاتصالات في الحكومة السعودية على طلب التعليق.

وقال أحد المصلين إنه ذكر لحارس بوابة المجمع كلمة سر كي يحضر قداسا يقام في السفارة بانتظام. وقال: "المكان آمن، ويتمتع بالحماية. لكنني لا أتكلم عليه مع زملائي".

اتصالات سعودية

بعثت اتصالات أجرتها السعودية بممثلين مسيحيين في الآونة الأخيرة، الأمل في نفوس المسيحيين في حدوث تغيير.

ففي العام الماضي، اجتمع الملك سلمان بن عبد العزيز برئيس المجلس البابوي للفاتيكان لإجراء حوار بين الأديان في الرياض. وذكرت وسائل الإعلام السعودية أيضا أن بطريرك الموارنة اللبنانيين زار السعودية لمناقشة التسامح الديني ومكافحة التطرف.

ووعد الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية بإجراء حوار بين الأديان ضمن إصلاحاته الاقتصادية. واجتمع برئيس الكنيسة الإنجيلية في لندن العام الماضي، وزار أيضا في القاهرة الكاتدرائية المرقسية للاقباط الارثوذكس، وهم أكبر طائفة مسيحية في مصر.

ويقول ولي العهد إنه يؤيد الإسلام الوسطي المعتدل والمنفتح على العالم وعلى مختلف الديانات والثقافات والشعوب.

وقال الكاثوليكي طوني الراهي الذي انتقل من لبنان إلى السعودية عام 1994 إن اتجاهات المواطنين السعوديين العاديين تتغير مع الإصلاح. وأضاف: "عليهم أيضا أن يسبحوا مع التيار".

واشار الى أن "الكاثوليك لا يشعرون بالراحة وهم يرتدون الصلبان. لكن أسرته سمحت لوسائل إعلام بتصوير الأيقونات المسيحية في منزلها". وأوضح انه "لم يعد يخشى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تقلص دورها، مما أدى الى تخفيف القيود الصارمة على السلوك العام".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم