السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

فاطِمة لبنانية واختراعها لا يمكن استخدامه في لبنان! هذه هي البطارية الصديقة للبيئة

المصدر: "النهار"
مارسل محمد
مارسل محمد
فاطِمة لبنانية واختراعها لا يمكن استخدامه في لبنان! هذه هي البطارية الصديقة للبيئة
فاطِمة لبنانية واختراعها لا يمكن استخدامه في لبنان! هذه هي البطارية الصديقة للبيئة
A+ A-

"يمكن لبنان الدولة ما بشجع الطاقات... ما بحقِّق الأحلام.... يمكن بحطِّمها ببعض الأحيان.... بس لبنان بلدنا الأرض والحبّ بيستاهلوا منّا كتير.... فكرة زغيرة يمكن تكون باب لتغيير كبير!"، بهذه الكلمات ختمت فاطِمة ياسين رسالتها على صفحتها "طيّون" على موقع فايسبوك، وبدأت منها بتحقيق مشروع "ربّما" تأثيره صغير مما كان باستطاعتها تحقيقه في مجال الفيزياء والبيولوجيا... ولكن كما قالت "فكرة زغيرة يمكن تكون باب لتغيير كبير".


حازت فاطِمة على دكتوراه من الجامعة اللبنانية في علوم المواد والبيئة، ودكتوراه أخرى من جامعة كلود برنارد - ليون في كيمياء المواد. تخرجّت بدرجة "مشرف جداً" في اختصاص "Biomaterials, Composites and Polymers". سُجل اختراعها في فرنسا تحت تسمية "البطارية الورقية من النفايات الزراعية". فما هي هذه البطارية وما هي فائدتها؟

بدأت فاطِمة عملها في مختبر يُعنى بالفيزياء والالكترونيات في فرنسا تحت عنوان "تصنيع المواد النانو عبر طرق بيولوجية". وتوضح لـ "النهار": "عادة كل مواد النانو تُصنّع بطرق كيميائية أو فيزيائية صعبة ومكلفة جداً، وينتج عنها مواد ثانوية سامة ومؤذية، أما أنا فاخترعت تصنيعها عبر البكتيريا".

عملت فاطِمة على بكتيريا تُصنّع السليولوز أي مُكوّن الورق، عزلتها كي لا تتأثر بالأمراض والأوبئة في الهواء، ولأن غذاءها الأساسي هو السكر استعانت بالنفايات الزراعية كالخضار والفاكهة. فولّدت هذه البكتيريا الشكل الأولي للورق، والذي يأتي على شكل "جيل Gel" من ألياف جيدة يُقاس حجمها بالنانومتر وليس بالميكروميتر كالسيليولوز المستخرج من الشجر. أما طريقة استعمال النفايات الزراعية فكانت فاطمة تختار المهترئة منها مثل التفاح والملفوف، وتعصرها ثم ترمي المادة الجافة وتزرع في العصير الغني بالسكر البكتيريا. ومن بعدها تقوم بتنشيف المزيج كي يُصبح "جيل" ويُنتج الورق. وثم تُحضّر الورق المضاد للمياه والذي يُعد باهظ الثمن. والمميز في هذه العملية أنّها لا تتطللب أي عمليات كيميائية.

وأشارت فاطِمة إلى أنّ تمتّع هذا الورق بخصائص النانو يجعله منتجاً هاماً للتكنولوجيا الحديثة، إذ أضفت اليها مًكوّناً يُستخدم في الالكترونيات، ويُستعمل لصناعة المواد الناقلة للكهرباء. لذلك يُخزّن هذا الورق طاقة كبيرة، ومن هنا أتت تسمية البطارية الورقية من النفايات الزراعية، خصوصاً أنها من الطاقة النظيفة ولا ينتج عنها مواد سامة ومن الطاقة المتجددة إذ يمكن إعادة استعمالها".

بعد عودة فاطِمة إلى لبنان، أظهرت حماساً كبيراً للعمل ومحاولة التغيير، إلا أنّها وكمعظم الشباب اللبناني تغلب عليها اليأس، وبعد محاولات عدة لجأت إلى العمل في شركة خاصة وانشاء صفحة فايسبوكية تُعنى بالبيئة، الصحّة البيئية وكلّ ما له علاقة بالموارد الطبيعية والأفكار المبتكرة لتحسين نمط حياتنا. وتعتبرها: "مشروع موسوعة متكاملة بأسلوب سهل وطريقة عمليّة".

قليلاً ما نلاحظ تأثير اختراعات الطاقة البديلة على حياتنا اليومية، إلا أنّ تأثيرها كبير على كوكب الأرض وعلى استمرار وجودنا. ولربما فكرة فاطِمة التي سُجلّت في فرنسا، ومن غير الممكن العمل عليها في لبنان، أكبر دليل على مهارات الشباب اللبناني واختراعاتهم التي لا يستفيد منها وطننا، فأين الحكومة بوزاراتها ومعنييها من أحقية مواطنينا بالأعمال المُشرفة والمفيدة لصحتنا وحياتنا؟

اقرأ أيضاً: النّجاح العالمي ليس مستحيلاً... تعرّف إلى تجربة المخترع وسيم الحريري

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم