الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أطفال ينقبون في النفايات لإعالة أسرتهم في سوريا (صور)

المصدر: "أ ف ب"
أطفال ينقبون في النفايات لإعالة أسرتهم في سوريا (صور)
أطفال ينقبون في النفايات لإعالة أسرتهم في سوريا (صور)
A+ A-

وسط أكوام من النفايات قرب مخيم للنازحين في شمال غرب #سوريا، يقلّب الفتى سبع الجاسم النفايات بواسطة قضيب حديدي بحثاً عن مواد بلاستيكيّة يمكنه بيعها والمساهمة في تأمين قوت عائلته التي تعيش ظروفاً صعبة.

ويقول سبع (15 عاماً) مرتديا ثياباً متسخة لوكالة "فرانس برس": "أقوم بجمع كيسين من البلاستيك يومياً وأبيعهما لأتمكّن من شراء الخبز" لعائلته المؤلفة من تسعة أطفال مع والديهم.

ويقصد هذا الفتى مكب القمامة الواقع قرب قرية كفرلوسين في محافظة #إدلب مع اثنين من أشقّائه وشقيقته، ما يخولهم يومياً جني ألف ليرة سورية، ما يعادل دولارين. كما تقصد نساء وأطفال المكب ذاته بحثاً عن خردة أو مواد بلاستيكية لبيعها، فيما تبحث أغنام بين النفايات عما يسدّ جوعها.

ويوضح سبع النحيل البنية، "نشتري الخبز والبطاطا والخضار والبندورة" قبل أن يتابع ببراءة "ليس لدينا مالاً لشراء اللحم".

ومع وصول حافلة جديدة محملة بالقمامة، يسارع النساء والأطفال في الموقع للبحث بين الأكياس، غير آبهين لسحابة الغبار المنبعثة جراء إفراغ الحمولة. وتحتوي هذه الأكياس على بقايا طعام وحفاضات متسخة وعلباً معدنية وعبوات مواد تنظيف وأكياس.

ويرتدي أغلب الأطفال أحذية بلاستيكية. ويضع موفورو الحظ منهم قفازات بينما يستخدم معظمهم قضيباً معدنياً ملتوي الرأس لمساعدتهم في عملية البحث.

وترزح الشريحة الأكبر من سكان سوريا تحت خطر الفقر، في ظل النزاع الدامي الذي يشهده هذا البلد منذ العام 2011، وقد تسبب خلال نحو ثماني سنوات بمقتل أكثر من 360 ألف شخص ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان.

داخل الخيمة، يفترش أفراد العائلة الأرض المغطاة بسجاد وفرش حول مدفأة على الحطب. وفي ناحية منها، يستلقي الابن البكر مرتدياً قميصاً صيفياً، وفوقه غطاء شتوي أحمر اللون لا يخفي رجله المثبتة بسيخ حديدي جراء قصف جوي نجا منه.

ويقول رب الأسرة جاسم الجاسم (53 عاماً) الذي كان يعمل كمزارع بحسرة "عندما يذهب أولادي إلى مكب القمامة، أجد نفسي صغيراً ومقهوراً جداً" لكنه لا يجد خياراً آخر بعدما بات عاجزاً عن العمل جراء عملية في القلب خضع لها مؤخراً وأثّرت على حركته.

ويؤكد الرجل ذو اللحية البيضاء وعلى رأسه كوفية حمراء وبيضاء، أنه لا يتمنى لأولاده أن "يذهبوا إلى المكبّ لأن القمامة أوساخ وأمراض وروائح كريهة"، ويأمل لهم "مستقبلاً جميلاً وأن يتعلموا" لكنه يوضح في الوقت ذاته "إذا لم يعملوا سنجوع".

ويقول حجازي (25 عاماً)، النازح بدوره من محافظة حمص (وسط) وهو أب لرضيع يبلغ سبعة أشهر، إن "سعر النحاس هو الأغلى لكن البلاستيك والنايلون هما ما يمكن للأطفال إيجاده" خصوصاً أنه "الأكثر وفرة في المنطقة".

ويضيف الرجل الذي يشتري يومياً ما يجمعه عشرة أشخاص، غالبيتهم من الأطفال، "تنبعث من القمامة الروائح الكريهة والأمراض. لولا الحاجة لما اضطر أحد للعمل فيها".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم