أبجدية الكون ومنتهاه معرضَين لافتَين في "صفير زملر" غرابة الالتقاء وشعريته بين الواقعي والسوريالي

في "غاليري صفير زملر"، الكرنتينا، يمكن المشاهد أن يكون في حضرة معرضين لافتين، الأول عنوانه "أبجدية الكون" للفنان الإيراني - الألماني تيمو ناصري، هو "لهوٌ صاخب"، بل تمويهٌ تقني ذو فنية عالية، ينطلق مما كانت تعتمده السفن في الحرب العالمية الأولى لخداع العدو، كما يمكنه في الآن نفسه أن يسافر إلى "منتهى الكون"، افتراضياً وتجهيزياً وتشكيلياً، عبر أعمال الفنانين السويسريين العالميين غيردا ستينر ويورغ لنزلينغر، اللذين يحتفلان بالنباتات والمعادن والبيئة والمجتمع، ويصنعان من النفايات والقاذورات "غابة" مسحورة، الغاية منها إطلاق صرخة فنية لحماية البيئة اللبنانية من المصير الراعب الذي يكتنفها، ويهدد الطبيعة والإنسان معاً.من ترسيمات تقنية ومعطيات خطوطية ولونية وثقافات بدائية وأسطورية، يقترح تيمو ناصري معرضاً بمعالم اختبارية، تصويرية وهندسية، لأبجديةٍ كونية تنمو بلا هوادة، وتفتح الآفاق في اتجاه تأويلات تلبّي منطقاً لا تغيب عنه فرصة التلاقح بين البدائي والحداثي، الواقعي والأسطوري، والتقني والتخييلي. هذا المقترح التشكيلي، يميط اللثام عن سبل التواصل عبر الفنّ بين الأرضي والفضائي، الحسي الملموس والأثيري الملتقَط بالذبذبات الكونية،...