الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

من مؤتمر فرساي إلى مؤتمر سيدر \r\n ما كتب قد كتب

الدكتور داود الصايغ
Bookmark
من مؤتمر فرساي إلى مؤتمر سيدر \r\n ما كتب قد كتب
من مؤتمر فرساي إلى مؤتمر سيدر \r\n ما كتب قد كتب
A+ A-
"لبنان الكبير هو بيتٌ صغير مشترك، أتريدون اقتسامه؟ - نعوذ بالله"الشيخ نديم الجسر، نائب طرابلسمجلس النواب في 14 تشرين الأول 1958الحروب أشعلتها كلمات. والمدافع أسكتتها كلمات. مَيزَ التاريخ دائماً بين الجبابرة والأقزام. بين البناة والهدامين. إذ لا حاجة إلى التدليل عليهم. فأعمالهم تتبعهم. لكن سفينة الأوطان تستمر ماضيةً في نهر الزمان. أما نهر لبنان فلا قدرة لأحد على تغيير مجراه. نشأ لبنان نقي الوجه صفي المقاصد. سيد نفسه. هكذا قضت ظروف التكوين في مثل هذا الوقت منذ مئة عام، عندما أدرج كيانه الجديد في مقررات مؤتمر فرساي عام 1919 إثر الحرب العالمية الأولى، قبل إعلان الإنتداب الرسمي ولبنان الكبير عام 1920.وفي ذلك اليوم من أيلول 1943، عندما جمع رياض الصلح حول طاولة غرفة الطعام في منزله برأس النبع كاظم وتقي الدين الصلح ونصري معلوف، كي يصوغوا معه البيان الوزاري الإستقلالي وهم "يأكلون القرشللي ويشربون الشاي" كما روى بعد ذلك نصري معلوف، كان كل شيء قد كتب. ووجه لبنان قد تظهّر. لبنان نشأ وإستقلّ. خربته الحروب لعوامل وتدخلات معروفة. ثم خرج منها ولن يعود إليها. اليوم صار الكلام يسكته الكلام. دونما حاجةٍ للجوء إلى الساحات. وأطماع البعض وطروحاتهم العقائدية الزائفة ذهبت مع الريح. ولا مكان لها إلا في عقول الذين يعيشون أوهام الإنتصارات.ترى، كيف لم يتعلم اللاحقون، حتى الآن، أن كل شيء قد كتب. كيف لم يتعلم الطامعون ان الدهر قد رسم خطاه ومشى. كيف لم يتعلموا ان الأيدي التي تعبث لن يكون مصيرها سوى الإنكفاء. والإنكفاء القسري. إذ لا مجال لأحد أن يمد يده إلى لبنان وينجح، ان يمد يده إليه ويبقى.كيف لم يتعلموا أن الشرق العربي اهتز، ولبنان بقي على حاله، لا يمكنهم النيل منه عبر تلك...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم