الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

مصارعة الجمال في تركيا... عضّة تحسم المواجهة

المصدر: "أ ف ب"
مصارعة الجمال في تركيا... عضّة تحسم المواجهة
مصارعة الجمال في تركيا... عضّة تحسم المواجهة
A+ A-

في ميدان شاسع بمدينة سلجوق في غرب #تركيا، يتعاقب 124 جملا على التنافس في جولات سريعة لـ#مصارعة_الإبل، في تقليد قديم يسعى القائمون عليه الى إدخاله ضمن قائمة الأونيسكو للتراث غير المادي.

وحول مضمار السباق الواقع على مرمى حجر من شاطئ بحر إيجه، يجتمع أكثر من ألفي شخص حول طاولات صغيرة، ويصيحون تشجيعا للجمل المفضّل عندهم.

ويحاول كلّ جمل أن يعضّ قوائم الآخر لجعله يضطرب ويسقط أرضا. وتستمرّ كل جولة بضع دقائق، وتنتهي بسقوط أحد الجملين أو هربه. وتخلو هذه الجولات من المراهنات، لكنها تشهد إقبالا كبيرا، لكونها تقليدا قديما متجذرا في عادات المنطقة.

ويقول عبد الله ألتينتاس لمراسل وكالة "فرانس برس": "كان والدي وجدّي يملكان جمالا، إنه تقليد قديم... أنا لا أملك جملاً، لكنني آتي دائما لمشاهدة المصارعة".

يعود استخدام الجِمال في تركيا إلى شعب "يوروك" الذي استوطن الأناضول في القرن الحادي عشر. لكن أول مسابقة رسمية للمصارعة بين هذه الحيوانات أقيمت عام 1830، وفقا لديريم إرتورك، الباحث في علم الاجتماع.

وحين كفّ هذا الشعب عن الترحال، صارت الجِمال وسيلة نقل البضائع إلى مرافئ غرب تركيا خصوصا. ثم صار مالكوها ينظّمون جولات المصارعة في الخانات، أي الفنادق التي كان يبيت فيها التجار، ويركنون فيها دوابهم أيضا، وفقا لإرتورك.

في المنطقة الممتدة من جنق قلعة شمال غرب تركيا إلى أنطاليا في الجنوب الغربي، أعلن تنظيم أكثر من 90 مباراة بين كانون الأول 2018 وآذار 2019.

كثيرا ما تعترض جمعيات الرفق بالحيوان على هذه المسابقات وتطالب بوقفها، لاعتبارها قاسية على الجمال. لكن المنظمين يقولون إنهم يبذلون كل ما يمكن لتجنّب وقوع إصابات. ومن ذلك أنهم يضعون حبلا حول فم الجمال كي لا تكون عضّتها قوية.

ويقول إرتورك: "يحظى الجمل بعناية مهمة من صاحبه... مالكو الإبل يفعلون كلّ شيء كي لا تصاب بأي ضرر". ويضيف: "بعضهم يطلق على جماله أسماء أبنائه... والدي أطلق اسمي على أحد جماله".

ويعد #مهرجان_سلجوق من الأهم في هذا المضمار، وهو يُقام في عطلة الأسبوع الثالث من كانون الثاني.

ويقول رئيس بلدية سلجوق ضاحي زينيل باكيجي لوكالة "فرانس برس": "ثقافة الجِمال تتلاشى، لكن نتمنى أن نحافظ عليها".

إضافة إلى مسابقات المصارعة، يقام في سلجوق منذ ثلاث سنوات معرض دولي للجمال، وقد شارك في دورته الماضية أكثر من مئة من مالكي الإبل.

ويقول ياكيجي إن منطقته تهدف إلى تثبيت هذه التقاليد لإدراجها على قائمة منظمة الأونيسكو للتراث البشري.

حول مضمار المصارعة، يتجوّل المشاركون بين الجمال والأكشاك التي تبيع النقانق، مع ضمان أنها بالكامل من لحم الإبل.

وتتسمّر العيون باتجاه المضمار، لمراقبة جولة المصارعة باهتمام كبير.

ويحدث أن تنتهي جولة ما بالتعادل، حين لا ينجح أي جمل بالإيقاع بخصمه.

ومع انتهاء إحدى جولات التعادل هذه، قال أحد مالكي الجمال: "أنا متأثر جدا، لقد أبلى جمَلي بلاء حسنا، أنا فخور به"، رغم أنه لم يفز.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم