قُطِعتُ بفأسٍ لحظة يأسٍ إنسانيّ

خلافٌ

دارَ حوارٌ حارٌ

بيني وبينَ صديقي

هو ذهبَ باتجاه اليسار

وأنا باتجاه اليمين

بعد عشرين عاماً التقينا

قالَ لي همساً

وبالعمقِ والودِ القديمِ ذاته

يبدو أنَّ أفكارنا

مثل

هذه

الأرض

الكروية.

سيرة الذاتية

الحطبُ الذي يحترقُ في الغابةِ

يقولُ كنتُ شجرةً خضراء

أظللُّ مَن يعبرُ،

استراحةً لعصفورٍ عابرٍ

الآن أحترقُ

فقط لأننّي كبرتُ في عالمي البنّيّ

أو قُطِعتُ بفأسٍ لحظة يأسٍ إنسانيّ

مع ذلك يرتفعُ لهبي فجأةً

يرتفعُ قلبي لألمسَ اليدَ الّتي تتدفّأ

لكي أُبُرّدَ روحي

كي أعطيَ آخر ما لديّ

أنخفضُ كذلك فجأةً مثل موجةٍ

أكونُ قد قلتُ وداعاً

هذا الرمادُ الذي لا يثيرُ انتباه أحدٍ

هذا الرمادُ سيرتي الذاتية.

جامعة

اسمكِ الذي حفرتُهُ

فوق طاولةٍ في مقصفِ الجامعة

قلبي الذي دفنتهُ

في المدينةِ الجامعيةِ

أسفل شجرةِ السروِ الطويلةْ

رقمُ غرفتكِ في الوحدةِ الثانيةْ

اليوم قفزَ كياني

كنتُ سأذهبُ كي أطمئنَ عليكِ

مجرد سمعتُ خبرَ القصفِ

رغم مرورِ هذه السنواتِ البعيدةِ

وقفتُ مشدوهاً

وجهكِ

يسدُّ

الأفقَ

مثلَ باخرةٍ كبيرةٍ تمرُّ أمام رجلٍ في الميناء... 

اقرأ للشاعر أيضاً: هل تتّسعُ لشيٍء آخر بعد الحقيبة؟