الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

محاولات لاحتواء الخلاف الفرنسي - الإيطالي بعد كلام تصعيدي لسالفيني

A+ A-

صرح نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني الثلثاء بأن فرنسا لا تريد تحقيق الهدوء في ليبيا لأن مصالحها في قطاع الطاقة تتعارض مع مصالح إيطاليا، مؤججاً بذلك حربا كلامية بين روما وباريس .

وتوترت العلاقة بين الحليفين التقليديين إيطاليا وفرنسا منذ أن شكل حزب الرابطة اليميني وحركة "5 - نجوم" المناهضة للمؤسسات، ائتلافاً العام الماضي وانتقادهما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المؤيد للاتحاد الأوروبي.

ووصف مصدر في مكتب ماكرون أحدث هجوم بأنه "سخيف"، في حين سعى رئيس الوزراء الإيطالي جيوزيبي كونتي إلى تخفيف التوترات المتصاعدة، ذلك أن العلاقات بين البلدين لا تزال قوية على رغم سلسلة الخلافات الأخيرة.

واستدعت وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين سفيرة إيطاليا بعدما اتهم نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو أيضاً باريس بترسيخ الفقر في أفريقيا والتسبب بتدفق المهاجرين بأعداد كبيرة إلى أوروبا.

وأيد سالفيني ما ذهب إليه دي مايو وقال إن فرنسا تنتزع الثروات من أفريقيا عوض مساعدة الدول على تطوير اقتصادها، وأشار بوجه خاص إلى ليبيا التي تعاني فوضى من الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي عام 2011 وأطاحت الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

وقال سالفيني للقناة التلفزيونية الخامسة: "في ليبيا... فرنسا لا ترغب في استقرار الوضع ربما بسبب تضارب مصالحها النفطية مع مصالح إيطاليا".

وأفاد مصدر ديبلوماسي فرنسي أن هذه ليست المرة الأولى يدلي سالفيني بمثل هذه التصريحات، وأن من المرجح أن سبب ذلك شعوره بأن دي مايو سرق الأضواء منه.

وأضاف أن هذا الاتهام لا أساس له من الصحة، وأكد أن جهود فرنسا في ليبيا تهدف إلى تحقيق الاستقرار في هذا البلد ومنع انتشار الإرهاب والحد من تدفق الهجرة.

ولشركتي "إيني" الإيطالية و"توتال" الفرنسية مشاريع منفصلة في ليبيا، لكن الرئيس التنفيذي لـ"إيني" كلاوديو ديسكالزي نفى في مقابلة صحافية العام الماضي وجود أي تعارض بين الشركتين في ليبيا.

ويرأس سالفيني حزب الرابطة في حين يرأس دي مايو حركة "5 - نجوم". ويشن كلاهما حملة قوية من أجل انتخابات البرلمان الأوروبي التي تجري في أيار ويحرصان على إظهار تخليهما عن السياسات التوافقية لأحزاب يسار الوسط ويمين الوسط.

واستهدف الرجلان مراراً فرنسا واتهما ماكرون بأنه لم يفعل شيئاً للمساعدة في تكفل مئات الآلاف من المهاجرين الأفارقة بشكل أساسي والذين وصلوا إلى إيطاليا قادمين من ليبيا في السنوات الأخيرة.

وسئل سالفيني عن أحدث خلاف ديبلوماسي، فأجاب: "ليس هناك ما يدعو فرنسا للانزعاج لأنها أبعدت عشرات الآلاف من المهاجرين (على الحدود الفرنسية) وتخلت عنهم كما لو كانوا حيوانات. لن نأخذ دروساً في الإنسانية من ماكرون".

وقال مصدر رئاسي فرنسي إن القوى الشعبوية في إيطاليا ومناطق أخرى تتطلع إلى تقويض دول تريد تعزيز الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وألمانيا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم