لماذا نحب أن نشاهد توم وجيري رغم تقدمنا بالعمر؟

 تعتبر أفلام الكرتون مخصصة للأطفال، لكن وبصراحة، من منا لا يحب أن يشاهد أحياناً هذه الرسوم المتحركة؟ وكيف لو كان مسلسل توم وجيري الشهير! هذا المسلسل الذي رافقنا منذ طفولتنا لا يزال يحتل جزء كبير من ذاكرتنا وعند مشاهدته دائماً ما نشعر بالحنين والنوستالجيا. لكن هل تساءلتم يوماً لماذا نرغب في مشاهدته على الرغم من تقدمنا بالعمر؟ ما زال الكثيرون من البالغين يحبون مشاهدة مسلسل مطاردة القط والفأر ويتحججون أحياناً بالأطفال حولهم، ولمعرفة السبب نشر موقع "wired" للعلوم دراسة تتعلق بهذا المضوع قام بها مركز علم النفس والإجتماع في لندن.

وتشير الدراسة إلى أن الصراع القائم بين توم وجيري يجد فيه المتفرج جزء من صراعاته الحقيقية فهو بصورة غير إدراكية يشعر بنشوة لما يجده من تبسيط للصراعات الداخلية وأن الأمر مجرد مرح. وتضيف الدراسة أن الشغب الذي يقومون به مسلي ومرح، بشكل يجعلك دائماً متعلق به وتريد المزيد، ودائماً ما تشاهده بعنايه من أجل تفاهته وأصالته في نفس الوقت.  واستمرارية الصراع وعدم حسمه لصالح توم أو جيري تجعلك مستمتع باستمرار الصراعات بينهم. ويرجع العلماء السبب وراء ذلك إلى إتقان وجودة العمل من شكل الرسوم المتحركة العظيم، والموسيقى التي تختلف بإختلاف شخصيات الفيلم، والتي تتناسب مع كل شخصية.

بالإضافة إلى الشخصيات الكارتونية المسلية بشكل كبير، وروح الدعابة الظاهر بشكل لطيف، كل هذا يشكل حالة من المرح التي يحتاجها الإنسان خاصة في ظل ازدياد أعبائه اليومية. ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين يحبون ويؤيدون جيري فيما يفعله بالقط توم كبير جداً، بينما يأتي الوقت الذي تنضج فيه وتصبح تري أن جيري هو المشاغب والمتسبب في الأذى لتوم الذي هو قط المنزل ومن واجبه حمايته من الفئران. وأشار العلماء أن هذا الفيلم سيظل واحداً من أهم وأكثر الأفلام الخالدة والمحبوبة وصديق الطفولة علي مر العصور. كما يشعر الشباب وكبار السن عند مشاهدة أفلام الكرتون القديمة التي كان يشاهدها منذ طفولته، بالحنين وذكريات الماضي، مما يمده بالشعور بالإسترخاء والهدوء والإطمئنان بعيداً عن عالم المشاكل الذي يعيش فيه الآن. كما يحتاج الإنسان الناضج أحياناً للابتعاد عن الضغوط الحياتية والإنفصال عن الواقع والشعور بالهدوء، وهذا مايوفره مشاهدة أفلام الكرتون، حيث تثير المواقف الكوميدية بالفيلم الضحك للمشاهد، مما يخفف عنه التوتر والقلق.